Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 144-147)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم كنتم شهداء إذْ وصاكم الله بهذا } هل شاهدتم الله قد حرَّم هذا إذْ كنتم لا تؤمنون برسول الله ؟ ! فلمَّا لزمتهم الحجَّة بيَّن الله تعالى أنَّهم فعلوا ذلك كذباً على الله ، فقال : { فمن أظلم ممَّن افتَرى على الله كذباً ليضلَّ الناس بغير علم … } الآية . يعني : عمرو بن لحي ، وهو الذي غيَّر دين إسماعيل ، وسنَّ هذا التَّحريم . ثمَّ ذكر المحرَّمات بوحي الله ، فقال : { قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرَّماً على طاعم يطعمه إلاَّ أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً } يعني : سائلاً { أو فسقاً أهلَّ لغير الله به } يعني : ما ذًبح على النُّصب . { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر } يعني : الإِبل ، والنَّعامة { ومن البقر والغنم حرَّمنا عليهم شحومهما إلاَّ ما حملت ظهورهما أو الحوايا } وهي المباعر { أو ما اختلط بعظم } فإنِّي لم أحرّمه . يعني : ما تعلَّق من الشَّحم بهذه الأشياء { ذلك } التَّحريم { جزيناهم ببغيهم } عاقبناهم بذنوبهم { وإنا لصادقون } في الإِخبار عن التَّحريم ، وعن بغيهم ، فلمَّا ذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حُرِّم على المسلمين ، وما حرِّم على اليهود قالوا له : ما أصبت ، وكذَّبوه ، فأنزل الله تعالى : { فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة } ولذلك لا يعجل عليكم بالعقوبة { ولا يرد بأسه } عذابه إذا جاء الوقت { عن القوم المجرمين } يعني : الذين كذَّبوك بما تقول .