Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 148-153)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سيقول الذين أشركوا } إذا لزمتهم الحجة وتيقَّنوا باطل ما هم عليه : { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرَّمنا من شيء كذلك كذَّب } جعلوا قولهم : { لو شاء الله ما أشركنا } حجَّةً لهم على إقامتهم على الشِّرك ، وقالوا : إنَّ الله رضي منَّا ما نحن عليه وأراده منَّا ، وأمرنا به ، ولو لم يرضه لحال بيننا وبينه ، ولا حجة لهم في هذا ؛ لأنَّهم تركوا أمر الله وتعلَّقوا بمشيئته ، وأمرُ الله بمعزلٍ عن إرادته ؛ لأنَّه مريدٌ لجميع الكائنات ، غير آمرٍ بجميع ما يريد ، فعلى العبد أن يحفظ الأمر ويتَّبعه ، وليس له أن يتعلَّق بالمشيئة بعد ورود الأمر ، فقال الله تعالى : { كذلك كذب الذين من قبلهم } أَيْ : كما كذَّبك هؤلاء كذَّب كفَّار الأمم الخالية أنبياءهم ، ولم يتعرَّض لقولهم : { لو شاء الله } بشيءٍ { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا } من كتابٍ نزل في تحريم ما حرَّمتم { إن تتبعون إلاَّ الظن } ما تتَّبعون فيما أنتم عليه إلاَّ الظَّنَّ لا العلم واليقين { وإن أنتم إلاًّ تخرصون } وما أنتم إلاَّ كاذبين . { قل فللَّه الحجة البالغة } بالكتاب والرَّسول والبيان { فلو شاء لهداكم أجمعين } إخبار عن تعلُّق مشيئة الله تعالى بكفرهم ، وأنَّ ذلك حصل بمشيئته ، إذ لو شاء الله لهداهم . { قل هلم شهداءكم } أَيْ : هاتوا شهداءكم وقرِّبوهم ، وباقي الآية ظاهر . { قل تعالوا أتل ما حرَّم ربكم عليكم } أَقرأ عليكم الذي حرَّمه الله ، ثمَّ ذكر فقال : { ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً } وأوصيكم بالوالدين إحساناً { ولا تقتلوا أولادكم } من أولادكم من مخافة الفقر { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } يعني : سر الزِّنا وعلانيته { ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق } يريد : القصاص . { ولا تقربوا مال اليتيم إلاَّ بالتي هي أحسن } وهو أن يصلح ماله ويقوم فيه بما يثمره ، ثمَّ يأكل بالمعروف إن احتاج إليه { حتى يبلغ أشده } أَي : احفظوه عليه حتى يحتلم { وأوفوا الكيل } أتِمُّوه من غير نقصٍ { والميزان } أَيْ : وزن الميزان { بالقسط } بالعدل لا بخسٍ ولا شططٍ { لا نُكَلِّفُ نفساً إلاَّ وسعها } إلاَّ ما يسعها ولا تضيق عنه ، وهو أنَّه لو كلَّف المعطي الزِّيادة لضاقت نفسه عنه ، وكذلك لو كلَّف الآخذ أن يأخذ بالنُّقصان { وإذا قلتم فاعدلوا } إذا شهدتم أو تكلَّمتم فقولوا الحقَّ { ولو } كان المشهود له أو عليه { ذا القربى } . { وأنًّ هذا } ولأنَّ هذا { صراطي مستقيماً } يريد : ديني دينُ الحنيفيَّة أقومُ الأديان { فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } اليهوديَّة ، والنصرانيَّة ، والمجوسية ، وعبادة الأوثان { فتفرَّق بكم عن سبيله } فتضلَّ بكم عن دينه { ذلكم } الذي ذكر { وصَّاكم } أمركم به في الكتاب { لعلكم تتقون } كي تتقوا السُّبل .