Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 25-32)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومنهم } ومن الكفَّار { من يستمع إليك } إذا قرأت القرآن { وجعلنا على قلوبهم أكنَّة } أغطيةً { أن يفقهوهُ } لئلا يفهموه ، ولا يعلموا الحقَّ { وفي آذانهم وقراً } ثِقلاً وصمماً ، فلا يعون منه شيئاً ، ولا ينتفعون به { وإن يروا كلَّ آية } علامةٍ تدلُّ على صدقك { لا يؤمنوا بها } هذا حالهم في البعد عن الإِيمان { حتى إذا جاؤوك يجادلونك } [ مخاصمين معك في الدِّين ] { يقول الذين كفروا } مَنْ كفر منهم : { إن هذا } ما هذا { إلاَّ أساطير الأوَّلين } أحاديث الأمم المتقدمة التي كانوا يسطرونها في كتبهم . { وهم ينهون } النَّاس عن اتَّباع محمد { وينأون } ويتباعدون { عنه } فلا يؤمنون به { وإنْ } وما { يهلكون إلاَّ أنفسهم } بتماديهم في معصية الله تعالى { وما يشعرون } وما يعلمون ذلك . { ولو ترى } يا محمد { إذ وقفوا على النار } أَيْ : حُبسوا على الصِّراط فوق النَّار ، { فقالوا يا ليتنا نرد } تمنَّوا أن يردُّوا إلى الدُّنيا فيؤمنوا ، وهو قوله : { ولا نكذب } أَيْ : ونحن لا نكذِّب { بآيات ربنا } بعد المعاينة { ونكون من المؤمنين } ضمنوا أنْ لا يُكذِّبوا ويؤمنوا ، فقال الله تعالى : { بل } ليس الأمر على ما تمنَّوا في الردِّ { بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل } وهو أنَّهم أنكروا شركهم ، فأنطق الله سبحانه جوارحهم حتى شهدت عليهم بالكفر ، والمعنى : ظهرت فضيحتهم في الآخرة ، وتهتكت أستارهم { ولو ردوا لعادوا لما نهوا } إلى ما نُهوا { عنه } من الشِّرك ، للقضاء السَّابق فيهم بذلك ، وأنَّهم خلقوا للشَّقاوة { وإنهم لكاذبون } في قولهم : { ولا نكذِّب بآيات ربنا } . { وقالوا } يعني : الكفار : { إن هي إلاَّ حياتنا الدنيا … } الآية . أنكروا البعث . { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } عرفوا ربَّهم ضرورة . وقيل : وقفوا على مسألة ربِّهم وتوبيخه إيَّاهم ، ويؤكِّد هذا قوله : { أليس هذا بالحق } أَيْ : هذا البعث ، فيقرُّون حين لا ينفعهم ذلك ، ويقولون : { بلى وربنا } فيقول الله تعالى : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } بكفركم . { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله } بالبعث والمصير إلى الله { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } فجأة { قالوا يا حسرتنا على ما فرَّطنا فيها } قصَّرنا وضيَّعنا عمل الآخرة في الدُّنيا { وهم يحملون أوزارهم } أثقالهم وآثامهم { على ظهورهم } وذلك أنَّ الكافر إذا خرج من قبره استقبله عمله أقبح شيءٍ صورةً ، وأخبثه ريحاً ، فيقول : أنا عملك السَّيِّىء طال ما ركبتني في الدُّنيا ، فأنا أركبك اليوم . { ألا ساء ما يزرون } بئس الحمل ما حملوا . { وما الحياة الدنيا إلاَّ لعبٌ ولهو } لأنَّها تفنى وتنقضي كاللَّهو واللَّعب ، تكون لذَّةً فانيةً عن قريبٍ { وللدار الآخرة } الجنَّة { خير للذين يتقون } الشِّرك { أفلا تعقلون } أنَّها كذلك ، فلا تَفْتُروا في العمل لها ، ثمَّ عزَّى نبيَّه صلى الله عليه وسلم على تكذيب قريش إيَّاه .