Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 33-35)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون } في العلانيَة : إنَّك كذَّابٌ ومُفترٍ { فإنهم لا يكذبونك } في السرِّ قد علموا صدقك { ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } بالقرآن بعد المعرفة . نزلت في المعاندين الذين تركوا الانقياد للحقِّ ، كما قال عزَّ وجلَّ : { وجحدوا بها واستيقنَتْها أنفسهم … } الآية . { ولقد كذِّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كُذِّبوا } رجاء ثوابي { وأوذوا } حتى نشروا بالمناشير ، وحرِّقوا بالنَّار { حتى أتاهم نصرنا } معونتنا إيَّاهم بإهلاكِ مَنْ كذَّبهم { ولا مبدل لكلمات الله } لا ناقِضَ لحكمه ، وقد حكم بنصر الأنبياء في قوله : { كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي } { ولقد جاءك من نبأ المرسلين } أَيْ : خبرهم في القرآن كيف أنجيناهم ودَمَّرنا قومهم . { وإن كان كبر } عَظُمَ وثَقُل { عليك إعراضهم } عن الإيمان بك وبالقرآن ، وذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحرص على إيمان قومه ، فكانوا إذا سألوه آيةً أحبًّ أن يريهم ذلك طمعاً في إيمانهم ، فقال الله عزَّ وجلَّ : { فإن استطعت أن تبتغي } تطلب { نفقاً } سرباً { في الأرض أو سلماً } مصعداً { في السماء فتأتيهم بآية } فافعل ذلك ، والمعنى : أنَّك بشرٌ لا تقدر على الإِتيان بالآيات ، فلا سبيل لك إلاَّ الصَّبر حتى يحكم الله { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى } أَيْ : إنَّما تركوا الإِيمان لسابق قضائي فيهم ، لو شئت لاجتمعوا على الإِيمان { فلا تكوننَّ من الجاهلين } بأنّه يؤمن بك بعضهم دون بعض ، وأنَّهم لا يجتمعون على الهدى ، وغلَّظ الجواب زجراً لهم عن هذه الحال .