Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 54-59)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } يعني : الصَّحابة وهؤلاء الفقراء { فقل سلام عليكم } [ سلّم عليهم ] بتحيَّة المسلمين { كتب ربكم على نفسه الرحمة } أوجب الله لكم الرَّحمة إيجاباً مُؤكَّداً { أنه من عمل منكم سوءاً بجالهة } يريد : إنَّ ذنوبكم جهلٌ ليس بكفرٍ ولا جحود ، لأنَّ العاصي جاهلٌ بمقدار العذاب في معصيته { ثم تاب من بعده } رجع عن ذنبه { وأصلح } عمله { فأنَّه غفور رحيم } . { وكذلك } وكما بينَّا لك في هذه السُّورة دلائلنا على المشركين { نفصل } نبيِّن لك حجَّتنا وأدلتنا ، ليظهر الحقُّ ولتعرف يا محمد سبيل المجرمين في شركهم بالله في الدُّنيا ، وما يصيرون إليه من الخزي يوم القيامة بإخباري إيَّاك . { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله } الأصنام التي يعبدونها من دون الله { قل لا أتبع أهواءكم } أَيْ : إنَّما عبدتموها على طريق الهوى لا على طريق البرهان ، فلا أتَّبعكم على هواكم { قد ضللت إذاً } إنْ أنا فعلت ذلك { وما أنا من المهتدين } الذين سلكوا سبيل الهدى . { قل إني على بينة } يقينٍ وأمرٍ بيِّنٍ { من ربي } لا مُتَّبع لهوىً { وكذبتم به } أَيْ : بربِّي { ما عندي ما تستعجلون به } يعني : العذاب أو الآيات التي اقترحتموها ، ثمَّ أعلم أنَّ ذلك عنده ، فقال : { إن الحكم إلاَّ لله يقص الحق } أَيْ : يقول [ القصص ] الحقّ . ومَنْ قرأ : { يقضي الحق } فمعناه : يقضي القضاء الحق { وهو خير الفاصلين } الذين يفصلون بين الحقِّ والباطل . { قل لو أنَّ عندي ما تستعجلون به } من العذاب لعجَّلت لكم ، ولا نفصل ما بيني وبينكم بتعجيل العقوبة ، وهو معنى قوله : { لَقُضِيَ الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين } هو أعلم بوقت عقوبتهم ، فهو يؤخِّرهم إلى وقته ، وأنا لا أعلم ذلك . قوله : { وعنده مفاتح الغيب } خزائن ما غاب عن بني آدم من الرِّزق ، والمطر ، ونزول العذاب ، والثَّواب ، والعقاب { لا يعلمها إلاَّ هو ويعلم ما في البر } القفار { والبحر } كلُّ قرية فيها ماءٌ ؛ لا يحدث فيهما شيء إلاَّ بعلم الله { وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها } ساقطة ، وقبل أنْ سقطت { ولا حبة في ظلمات الأرض } في الثرى تحت الأرض { ولا رطب } وهو ما ينبت { ولا يابس } وهو ما لا ينبت { إلاَّ في كتاب مبين } أثبت الله ذلك كلَّه في كتابٍ قبل أن يخلق الخلق .