Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 5-8)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فقد كذبوا } يعني : مشركي أهل مكة { بالحق لما جاءهم } يعني : القرآن { فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون } أَيْ : أخبار استهزائهم وجزاؤه . { ألم يروا } يعني : هؤلاء الكفَّار { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } من جيلٍ وأمَّةٍ { مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكِّن لكم } أعطيناهم من المال والعبيد والأنعام ما لم نُعطكم { وأرسلنا السماء } المطر { عليهم مدراراً } كثير الدَّرِّ ، وهو إقباله ونزوله بكثرة { فأهلكناهم بذنوبهم } بكفرهم { وأنشأنا } أوجدنا { من بعدهم قرناً آخرين } وهذا احتجاجٌ على منكري البعث . { ولو نزلنا عليك … } الآية . قال مشركو مكَّة : لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من السَّماء [ جملةً واحدةً ] مُعانيةً ، فقال الله : { ولو نزلنا عليك كتاباً } أَيْ : مكتوباً { في قرطاس } يعني : الصَّحيفة { فلمسوه بأيديهم } فعاينوا ذلك مُعاينةً ، ومسُّوه بأيديهم { لقال الذين كفروا إن هذا إلاَّ سحر مبين } أخبر الله تعالى أنَّهم يدفعون الدَّليل حتى لو رأوا الكتاب ينزل من السَّماء لقالوا : سحر . { وقالوا : لولا أنزل عليه ملك } طلبوا ملكاً يرونه يشهد له بالرِّسالة ، فقال الله عزَّ وجلَّ : { ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } لأُهلكوا بعذاب الاستئصال ، كسُنَّة مَنْ قبلهم ممَّن طلبوا الآيات فلم يؤمنوا { ثم لا ينظرون } لا يُمهلون لتوبةٍ ولا لغير ذلك .