Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 9-13)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولو جعلناه ملكاً } أيْ : ولو جعلنا الرَّسول الذي ينزل عليهم ليشهدوا له بالرِّسالة مَلَكاً كما يطلبون { لجعلناه رجلاً } لأنَّهم لا يستطيعون أن يروا المَلَك في صورته ، لأنَّ أعين الخلق تحار عن رؤية الملائكة ، ولذلك كان جبريل عليه السَّلام يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبيِّ { وللبسنا عليهم ما يلبسون } ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حتى يشكُّوا فلا يدروا أمَلَكٌ هو أم آدميٌّ ، أَيْ : فإنَّما طلبوا حال لبسٍ لا حال بيانٍ ، ثمَّ عزَّى الله نبيَّه عليه السَّلام بقوله : { ولقد استهزىء برسل من قبلك } وكُذِّبوا ونُسبوا إلى السّحر { فحاق } فحلَّ ونزل { بالذين سخروا } من الرُّسل { ما كانوا به يستهزئون } من العذاب وينكرون وقوعه . { قل } لهم يا محمَّدُ : { سيروا في الأرض } سافروا في الأرض { ثم انظروا } فاعتبروا { كيف كان عاقبة } مُكذِّبي الرُّسل : يعني : إذا سافروا رأوا آثار الأمم الخالية المهلكة ، يحذِّرهم مثلَ ما وقع بهم . { قل لمن ما في السموات والأرض } فإن أجابوك وإلاَّ { قل لله كتب على نفسه الرحمة } أوجب على نفسه الرَّحمة ، وهذا تلطُّفٌ في الاستدعاء إلى الإنابة { ليجمعنَّكم } أَيْ : والله ليجمعنَّكم { إلى يوم القيامة } أَيْ : ليضمنَّكم إلى هذا اليوم الذي أنكرتموه ، وليجمعنَّ بينكم وبينه ، ثمَّ ابتدأ فقال : { الذين خسروا أنفسهم } أهلكوها بالشِّرك { فهم لا يؤمنون } . { وله ما سكن في الليل والنهار } أَيْ : ما حلَّ فيهما ، واشتملا عليه . يعني : جميع المخلوقات .