Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 4-8)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قد كانت لكم أسوة حسنة } ائتمامٌ واقتداءٌ [ وطريقةٌ حسنةٌ ] { في إبراهيم والذين معه } من أصحابه إذ تبرَّؤوا من قومهم الكفَّار وعادوهم ، وقالوا لهم : { كفرنا بكم } أَيْ : أنكرناكم وقطعنا محبتكم . وقوله : { إلاَّ قول إبراهيم لأبيه } أَيْ : كانت لكم أسوةٌ فيهم ما خلا هذا ، فإنَه لا يجوز الاستغفار للمشركين ، ثمَّ أخبر أنَّهم قالوا يعني قوم إبراهيم : { ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير } . { ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا } أَيْ : لا تُظهرهم علينا فيظنوا أنَّهم على حقٍّ ، فيفتتنوا بذلك . { لقد كان لكم فيهم } في إبراهيم والذين معه { أسوة حسنة } تقتدون بهم ، فتفعلون من البراءة من الكفَّار كما فعلوا ، وتقولون كما قالوا ممَّا أخبر عنهم ، ثمَّ بيَّن أنَّ هذا الاقتداء بهم { لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } { ومن يتول } عن الحقِّ ووالى الكفَّار { فإنَّ الله هو الغني الحميد } . { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم } من مشركي مكَّة { مودَّة } بأن يهديهم للدِّين ، فيصيروا لكم أولياء وإخواناً ، ثمَّ فعل ذلك بعد فتح مكَّة ، فتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ حبيبة بنت سفيان ، ولان أبو سفيان للمؤمنين وترك ما كان عليه من العداوة ، ثمَّ رخص في صلة الذين لم يقاتلوهم من الكفَّار ، فقال : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم } أَيْ : لا ينهاكم عن برِّ هؤلاء { وتقسطوا إليهم } أَيْ : تعدلوا فيهم بالإحسان ، ثمَّ ذكر أنَّه إنَّما ينهاهم عن أن يتولَّوا مشركي مكَّة الذين قاتلوهم ، فقال : { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم … } .