Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 9-13)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم } . { يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات … } الآية . نزلت بعد صلح الحديبية ، وكان الصُّلح قد وقع على أن يردَّ إلى أهل مكَّة مَنْ جاء من المؤمنين منهم ، فأنزل الله في النِّساء إذا جئن مهاجراتٍ أَنْ يُمتحنَّ ، وهو وقوله : { فامتحنوهن } وهو أنّْ تُستحلف ما خرجت بُغضاً لزوجها ، ولا عشقاً لرجلٍ من المسلمين ، وما خرجت إلاَّ رغبةً في الإسلام ، فإذا حلفت لم تردَّ إلى الكفَّار ، وهو قوله : { فإن علمتموهنَّ مؤمنات فلا ترجعوهنَّ إلى الكفار } لأنَّ المسلمةَ لا تحلُّ للكافر ، وقوله : { وآتوهم } يعني : أزواجهم الكفَّار ما أنفقوا عليهنَّ من المهر { ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا ءاتيتموهنَّ أجورهنَّ } أي : مهورهنَّ وإن كان لهنَّ أزواجٌ كفَّارٌ ، [ في دار الإِسلام ] ، لأنَّ الإِسلام أبطل تلك الزَّوجية ، { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } أَيْ : لا تمسكوا بنكاحهنَّ ؛ فإنَّ العصمة لا تبقى بين المشركة والمؤمن ، والمعنى : إن لحقت بالمشركين واحدةٌ من نسائكم فلا تتمسكوا بنكاحها { واسألوا ما أنفقتم } عليهنَّ من المهر مَنْ يتزوجهنَّ من الكفَّار { وليسألوا } يعني : المشركين { ما أنفقوا } من المهر ، فلمَّا نزلت هذه الآية أدَّى المؤمنون ما أُمروا به من نفقات المشركين على نسائهم ، وأبى المشركون ذلك ، فنزلت : { وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار } أَيْ : إنْ لحقتْ واحدةٌ من نسائكم مرتدَّةً بالكفَّار { فعاقبتم } فغزوتموهم وكانت العقبى لكم { فآتوا الذين ذهبت أزواجهم } إلى الكفَّار { مثل ما أنفقوا } عليهنَّ من الغنائم ، ثمَّ نزل في بيعة النِّساء : { يا أيها النبيُّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهنَّ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } أَيْ : لا يأتين بولدٍ ينسبنه إلى الزَّوج ؛ فإن ذلك بهتانٌ وفِريةٌ { ولا يعصينك في معروف } أيْ : فيما وافق طاعة الله تعالى { فبايعهنَّ } أمره أن يُبايعهنَّ على الشَّرائط التي ذكرها في هذه الآية ، ثمَّ نهى المؤمنين عن موالاة اليهود ، فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة } أن يكون لهم فيها ثوابٌ { كما يئس الكفار } الذين لا يوقنون بالبعث { من أصحاب القبور } أن يُبعثوا . وقيل : كما يئس الكفَّار الذين في القبور مَنْ أَنْ يكون لهم في الآخرة خيرٌ .