Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 1-2)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها النبيُّ إذا طلقتم النساء } هذا خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون داخلون معه في الخطاب ، ومعنى قوله : { إذا طلقتم } : إذا أردتم طلاق النِّساء { فطلقوهنَّ لعدتهنَّّ } أَيْ : لطهرهنَّ الذي يحصينه من عدتهنَّ ، وهذا سنَّةُ الطَّلاق ، ولا تُطلقوهنَّ لحيضتهنَّ التي لا يعتدون بها من زمان العِدَّة . { وأحصوا العدة } أَيْ : عدد أقرائها ، واحفظوها لتعلموا وقت الرَّجعة إن أردتم أن تُراجعوهنَّ ، وذلك أنَّ الرجعة إنَّما تجوز في زمان العِدَّة { واتقوا الله ربكم } وأطيعوه فيما يأمركم وينهاكم { لا تخرجوهنَّ من بيوتهن } حتى تنقضي عدَّتهنَّ { ولا يخرجن } من البيوت في زمان العِدَّة { إلاَّ أن يأتين بفاحشة مبينة } وهي الزِّنا ، فيخرجن حينئذٍ لإِقامة الحدِّ عليهنَّ { وتلك حدود الله } يعني : ما ذكر من طلاق السُّنَّة { ومَنْ يتعدَّ حدود الله } ما حدَّ الله له من الطَّلاق وغيره { فقد ظلم نفسه لا تدري لعلَّ الله يحدث بعد ذلك أمراً } بعد الطَّلاق مراجعةً ، وهذا يدلُّ على كراهية التَّطليق ثلاثاً بمرَّةٍ واحدةٍ ؛ لأنَّ إحداث الرَّجعة لا يكون بعد الثَّلاث . { فإذا بلغن أجلهنَّ } قاربن انقضاء العدَّة { فأمسكوهنَّ } برجعةٍ تراجعونهنَّ بها { بمعروف } وهو أن لا يريد بالرَّجعة ضرارها { أو فارقوهنَّ بمعروف } أَيْ : اتركوهنَّ حتى تنقضي عدتهنَّ فتبين ، ولا تضاروهنَّ بمراجعتهنَّ . { وأشهدوا ذوي عدل منكم } على الرَّجعة أو الفراق . { ومَنْ يتَّق الله } يُطعه فيما يأمره وينهاه { يجعل له مخرجاً } من الشدَّة إلى الرَّخاء ، ومن الحرام إلى الحلال ، ومن النَّار إلى الجنَّة ، يعني : من صبر على الضِّيق ، واتَّقى الحرام جعل الله له مخرجاً من الضِّيق .