Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 149-150)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولما سُقط في أيديهم } أَيْ : ندموا على عبادتهم العجل { ورأوا أنهم قد ضلوا } قد ابتلوا بمعصية الله ، وهذا كان بعد رجوع موسى إليهم . { ولما رجع موسى إلى قومه غضبان } عليهم { أسفاً } حزيناً ؛ لأنَّ الله تعالى فتنهم { قال بئس ما خلفتموني من بعدي } بئسما عملتم من بعدي حين اتَّخذتم العجل إلهاً ، وكفرتم بالله { أعجلتم أمر ربكم } أسبقتم باتَّخاذ العجل معياد ربِّكم ؟ يعني : الأربعين ليلة ، وذلك أنَّه كان قد وعدهم أن يأتيهم بعد ثلاثين ليلةَ ، فلمَّا لم يأتهم على رأس الثَّلاثين قالوا : إنَّه قد مات { وألقى الألواح } التي فيها التَّوراة { وأخذ برأس أخيه } بذؤابته وشعره { يجرُّه إليه } إنكاراً عليه إذ لم يلحقه فَيُعرِّفه ما فعل بنو إسرائيل ، كما قال في سورة طه : { قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألاَّ تتبعنِ … } الآية . فأعلمه هارون أنَّه أَنَّما أقام بين أظهرهم خوفاً على نفسه من القتل ، وهو قوله : { قال ابن أمَّ } وكان أخاه لأبيه وأُمِّه ، ولكنَّه قال : يا ابنَ أمَّ ليرقِّقه عليه { إنَّ القوم استضعفوني } استذلُّوني وقهروني { وكادوا } وهمُّوا أن { يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء } يعني : أصحاب العجل بضربي وإهانتي { ولا تجعلني } في موجدتك وعقوبتك لي { مع القوم الظالمين } الذين عبدوا العجل ، فلمَّا عرف براءة هارون ممَّا يوجب العتب عليه ، إذا بلغ من إنكاره على عبدة العجل ما خاف على نفسه القتل .