Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 151-156)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال ربِّ اغفر لي } ما صنعتُ إلى أخي { ولأخي } إن قصَّر في الإِنكار { وأدخلنا في رحمتك } جنَّتك . { إنَّ الذين اتخذوا العجل } يعني : اليهند الذين كانوا في عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهم أبناء الذين اتَّخذوا العجل إلهاً ، فأضيف إليهم تعييراً لهم بفعل آبائهم { سينالهم غضب من ربهم } عذابٌ في الآخرة { وذلة في الحياة الدنيا } وهي الجزية { وكذلك نجزي المفترين } كذلك أعاقب مَن اتَّخذ إلهاً دوني . { والذين عملوا السيئات } الشِّرك { ثم تابوا } رجعوا عنها { وآمنوا } صدَّقوا أنَّه لا إله غيري { إنَّ ربك من بعدها } من بعد التَّوبة { لغفور رحيم } . { ولما سكت } [ سكن ] { عن موسى الغضب أخذ الألواح } التي كان ألقاها { وفي نسختها } وفيما كُتب فيها : { هدىً } من الضَّلالة { ورحمة } من العذاب { للذين هم لربهم يرهبون } للخائفين من ربِّهم . { واختار موسى قومه } من قومه { سبعين رجلاً لميقاتنا } أمره الله تعالى أن يأتيه في ناس من بي إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل ، ووعده لذلك موعداً ، فاختار موسى سبعين رجلاً ليعتذروا ، فلمَّا سمعوا كلام الله قالوا لموسى : أرنا الله جهرةٌ فأخذتهم { الرَّجفة } وهي الحركة الشَّديدة ، فماتوا جميعاً ، فقال موسى : { رب لو شئت أهلكتهم } وإيَّاي قبل خروجنا للميقات ، وكان بنو إسرائيل يُعاينون ذلك ولا يتَّهمونني ، ظنَّ أنَّهم أهلكوا باتِّخاذ أصحابهم العجل ، فقال : { أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } وإنَّما أُهلكوا لمسألتهم الرُّؤية { إن هي إلاَّ فتنتك } أَيْ : تلك الفتنة التي وقع فيها السُّفهاء لم تكن إلاَّ فتنتك ، أي : اختبارك وابتلاؤك أضللتَ بها قوماً فافتتنوا ، وعصمتَ آخرين وهذا معنى قوله : { تضل بها مَنْ تشاء وتهدي مَنْ تشاء } . { واكتب لنا } أوجب لنا { في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة } أَي : اقبل وفادتنا ، ورُدَّنا بالمغفرة والرَّحمة { إنا هُدْنا إليك } تبنا ورجعنا إليك بالتَّوبة { قال عذابي أصيب به من أشاء } آخذ به مَنْ أشاء على الذَّنب اليسير { ورحمتي وسعت كلَّ شيء } يعني : إنَّ رحمته في الدُّنيا وسعت البرَّ والفاجر ، وهي في الآخرة للمؤمنين خاصَّةً ، وهذا معنى قوله : { فسأكتبها } فسأوجبها في الآخرة { للذين يتقون } يريد : أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم { ويؤتون الزكاة } صدقات الأموال عند محلها { والذين هم بآياتنا يؤمنون } يصدِّقون بما أنزل على محمد والنَّبييِّن .