Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 172-175)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم } أخرج الله تعالى ذريَّة آدم بعضهم من ظهور بعض على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء ، وجميعُ ذلك أخرجه من صلب آدم مثل الذَّرِّ ، وأخذ عليهم الميثاق أنَّه خالقهم ، وأنَّهم مصنوعون ، فاعترفوا بذلك وقبلوا ذلك بعد أن ركَّب فيهم عقولاً ، وذلك قوله : { وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم } أي : قال : ألستُ بربكم { قالوا بلى } فأقرُّوا له بالربوبيَّة ، فقالت الملائكة عند ذلك { شهدنا } أَيْ : على إقراركم { أن } لا { تقولوا } لئلا [ تقولوا ، أي : لئلا ] يقول الكفار { يوم القيامة إنا كنا عن هذا } الميثاق { غافلين } لم نحفظه ولم نذكره ، ويذكرون الميثاق ذلك اليوم فلا يمكنهم الإنكار مع شهادة الملائكة ، وهذه الآية تذكيرٌ لجميع المكلَّفين ذلك الميثاق ؛ لأنَّها وردت على لسان صاحب المعجزة ، فقامت في النُّفوس مقام ما هو على ذكرٍ منها . { أو تقولوا } أَيُّها الذُّريَّة محتجِّين يوم القيامة : { إنما أشرك آباؤنا من قبل } أَيْ : قبلنا ، ونقضوا العهد { وكنا ذرية من بعدهم } صغاراً فاقتدينا بهم { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } أَفَتُعَذَّبنا بما فعل المشركون المكذِّبون بالتَّوحيد ، وإَّنما اقتدينا بهم ، وكنا في غفلةٍ عن الميثاق ، وهذه الآية قطعٌ لمعذرتهم ، فلا يمكنهم الاحتجاج بكون الآباء على الشِّرك بعد تذكير الله بأخذ الميثاق بالتَّوحيد على كلِّ واحدٍ من الذُّريَّة . { وكذلك } وكما بيَّنا في أمر الميثاق { نفصل الآيات } نبيِّنها ليتدبَّرها العباد { ولعلهم يرجعون } ولكي يرجعوا عمَّا هم عليه من الكفر . { واتل عليهم } واقرأ واقصص يا محمَّد على قومك { نبأ } خبر { الذي آتيناه آياتنا } علَّمناه حجج التَّوحيد { فانسلخ } خرج { منها فأتبعه الشيطان } أدركه { فكأن من الغاوين } الضَّالين . يعني : بلعم من باعوراء . أعان أعداء الله على أوليائه بدعائه ، فَنُزِعَ عنه الإِيمان .