Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 176-177)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولو شئنا لرفعناه بها } بالعمل بها . يعني : وفَّقناه للعمل بالآيات ، وكنَّا نرفع بذلك منزلته { ولكنه أخلد إلى الأرض } مال إلى الدُّنيا وسكن إليها ، وذلك أنَّ قومه أهدوا له رسوةً ليدعوَ على قوم موسى ، فأخذها { واتبع هواه } انقاذ لما دعاه إليه الهوى { فمثله كمثل الكلب } أراد أنَّ هذا الكافر إن زجرته لم ينزجر ، وإن تركته لم يهتدِ ، فالحالتان عنده سواءٌ ، كحالتي الكلب اللاهث ، فإنَّه إنْ حُمل عليه بالطَّرد كان لاهثاً ، وإن تُرك وربض كان أيضاً لاهثاً كهذا الكافر في الحالتين ضالٌّ ، وذلك أنَّه زُجر في المنام عن الدُّعاء على موسى فلم ينزجر ، وتُرك عن الزَّجر فلم يهتد ، فضرب الله له أخسَّ شيءٍ في أخسّ أحواله ، وهو حال اللَّهث مثلاً ، وهو إدلاع اللِّسان من الإِعياء والعطش ، والكلب يفعل ذلك في حال الكلال وحال الرَّاحة ، ثمَّ عمَّ بهذا التَّمثيل جميع المكذِّبين بآيات الله فقال : { ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا } يعني : أهل مكَّة . كانوا يتمنَّون هادياً يهديهم ، فلما جاءهم مَنْ لا يشكُّون في صدقه كذَّبوه ، فلم يهتدوا لمَّا تُركوا ، ولم يهتدوا أيضاً لمَّا دُعوا بالرَّسول ، فكانوا ضالِّين عن الرُّشد في الحالتين { فاقصص القصص } يعني : قصص الذين كذَّبوا بآياتنا { لعلهم يتفكرون } فيتَّعظون ، ثمَّ ذمَّ مَثلَهم ، فقال : { ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا } أَيْ : بئس مثل القوم كذَّبوا بآياتنا { وأنفسهم كانوا يظلمون } بذلك التَّكذيب . يعني : إنَّما يخسرون حظَّهم .