Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 11-20)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وذرني والمكذبين } لا تهتمَّ لشأنهم فإني أكفيكهم ، يعني : رؤساء المشركين ، كقوله : { فذرني ومَنْ يُكذِّب بهذا الحديث } وقد مرَّ . { أولي النعمة } ذوي التَّنعُّم والتًَّرفُّه { ومهِّلهم قليلاًَ } يعني : إلى مدَّة آجالهم . { إنَّ لدينا } يعني : في الآخرة { أنكالاً } قيوداً { وجحيماً } ناراً عظيمةً . { وطعاماً ذا غُصَّةٍ } يغصُّ في الحلوق ولا يسوغ ، وهو الغِسلين والضَّريع والزَّقُّوم . { يوم ترجف الأرض والجبال } تضطرب وتتحرَّك { وكانت الجبال كثيباً مهيلاً } رملاً سائلاً . { إنا أرسلنا إليكم رسولاً } محمداً صلى الله عليه وسلم { شاهداً عليكم } يشهد عليكم يوم القيامة بما فعلتم . وقوله : { فأخذناه أخذاً وبيلاً } ثقيلاً غليظاً . { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً } أَيْ : فكيف تتحصَّنون من عذاب يومٍ يشيب الطِّفل لهوله وشدَّته إن كفرتم اليوم في الدُّنيا . { السماء منفطر به } متشقِّق في ذلك اليوم . { إنَّ هذه } الآيات { تذكرة } تذكيرٌ للخلق { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } بالطَّاعة والإِيمان . { إنَّ ربك يعلم أنك تقوم } للصَّلاة والقراءة { أدنى } أقلَّ { من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } أي : وتقوم نصفه وثلثه { وطائفة من الذين معك ، والله يقدِّر الليل والنهار } فيعلم مقادير أوقاتهما { علم أن لن تحصوه } لن تُطيقوا قيام اللَّيل { فتاب عليكم } رجع لكم إلى التَّخفيف { فاقرؤوا ما تيسر من القرآن } رخَّص لهم أن يقوموا ، فيقرؤوا ما أمكن وخفَّ بغير مقدارٍ معلومٍ من القراءة والمُدَّة . { علم أن سيكون منكم مرضى } فيثقل عليهم قيام اللَّيل ، وكذلك المسافرون للتِّجارة والجهاد ، وهو قوله : { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } يريد : أنَّه خفف قيام اللَّيل لما علم من ثقله على هؤلاء { فاقرؤوا ما تيسر منه } قال المُفسِّرون : وكان هذا في صدر الإِسلام ، ثمَّ نُسخ بالصَّلوات الخمس ، وقوله : { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً } مما خلَّفتم وتركتم . { واستغفروا الله إن الله غفور } [ لذنوب المؤمنين { رحيم } بهم ] .