Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-10)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها المزمل } أي : المُتَلفِّف بثيابه . نزل هذا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مُتلَفِّفٌ بقطيفةٍ . { قم الليل إلاَّ قليلاً } أي : صلِّ [ كلَّ ] اللَّيلِ إلاَّ شيئاً يسيراً تنام فيه ، وهو الثُّلث ، ثمَّ قال : { نصفه } أَيْ : قم نصفه { أو انقص منه } من النِّصف { قليلاً } إلى الثُّلث . { أو زد عليه } على النِّصف إلى الثُّلثين ، جعل له سعةً في مدَّة قيامه في اللَّيل ، فكأنَّه قال : قم ثلثي اللَّيل أو نصفه أو ثلثه ، فلمَّا نزلت هذه الآية أخذ المسلمون أنفسهم بالقيام على هذه المقادير ، وشقَّ ذلك عليهم ؛ لأنَّهم لم يمكنهم أن يحفظوا هذه المقادير ، وكانوا يقومون اللَّيل كلَّه انتفخت أقدامهم ، ثمَّ خفَّف الله عنهم بآخر هذه السُّورة ، وهو قوله : { إنَّ ربك يعلمُ أنَّك تقوم … } الآية ، ثمَّ نسخ قيام اللَّيل بالصَّلوات الخمس ، وكان هذا في صدر الإِسلام . وقوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } أَي : بيِّنه تبييناً بعضُه على إثر بعضٍ في تُؤّدةٍ . { قولاً ثقيلاً } رصيناً رزيناً ، ليس بالسفساف والخفيف ؛ لأنَّه كلام الله . { إنَّ ناشئة الليل } ساعاته { هي أشد وطأ } أثقلُ على المُصلِّين من ساعات النَّهار ، ومَنْ قرأ : " وِطاء " فمعناه : أشدُّ موافقةً بين القلب والسَّمع والبصر واللِّسان ؛ لأنَّ اللَّيل تهدأ فيه الأصوات ، وتنقطع الحركات ، ولا تحول دون تسمُّعه وتفهُّمه شيءٌ . { وأقوم قيلاً } وأصوب قراءةً . { إنَّ لك في النهار سبحاً طويلاً } أَيْ : تصرُّفاً في حوائجك إقبالاً وإدباراً ، وهذا حثٌ على القيام باللَّيل لقراءة القرآن . { واذكر اسم ربك } بالتَّعظيم والتَّنزيه { وتبتل إليه تبتيلاً } وانقطع إليه في العبادة . وقوله : { فاتخذوه وكيلاً } أَيْ : قيِّماً بأمورك مُفوَّضاً إليه . { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً } وهو أن لا تتعرَّض لهم ولا تشتغل بمكافآتهم ، وهذه الآية نسختها آية القتال .