Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 24-26)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول } أجيبوا لهما بالطَّاعة { إذا دعاكم لما يحييكم } يعني : الجهاد ؛ لأنَّ به يحيا أمرهم ويقوى ، ولأنَّه سبب الشَّهادة ، والشُّهداء أحياءٌ عند ربهم ، ولأنَّه سببٌ للحياة الدَّائمة في الجنَّة { واعلموا أنَّ الله يحول بين المرءِ وقلبه } يحول بين الإِنسان وقلبه ، فلا يستطيع أن يؤمن إلاَّ بإذنه ، ولا أن يكفر ، فالقلوب بيد الله تعالى يُقلِّبها كيف يشاء { وأنَّه إليه تحشرون } للجزاء على الأعمال . { واتقوا فتنة … } الآية . أمر الله تعالى المؤمنين ألا يُقرّوا المنكر بين أظهرهم ، فيعمَّهم الله بالعذاب ، والفتنة ها هنا : إقرار المنكر ، وترك التَّغيير له ، وقوله : { لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة } أَيْ : تصيب الظَّالم والمظلوم ، ولا تكون للظَّلمة وحدهم خاصَّة ، ولكنَّها عامَّة ، والتَّقدير : واتَّقوا فتنةً ، إن لا تتقوها لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصَّة ، أَيْ : لا تقع بالظَّالمين دون غيرهم ، ولكنها تقع بالصَّالحين والطَّالحين { واعلموا أنَّ الله شديد العقاب } حثٌّ على لزوم الاستقامة خوفاً من الفتنة ، ومن عقاب الله بالمعصية فيها . { واذكروا } يعني : المهاجرين { إذ أنتم قليل } يعني : حين كانوا بمكَّة في عنفوان الإِسلام قبل أن يُكملوا أربعين { مستضعفون في الأرض } يعني : أرض مكَّة { تخافون أن يتخطفكم الناس } المشركون من العرب لو خرجتم منها { فآواكم } جعل لكم مأوىً ترجعون إليه ، وضمَّكم إلى الأنصار { وأيَّدكم بنصره } يوم بدرٍ بالملائكة { ورزقكم من الطيبات } يعني : الغنائم أحلَّها لكم { لعلكم تشكرون } كي تطيعوا .