Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 33-39)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } وما كان الله ليعذِّب المشركين وأنت مقيمٌ بين أظهرهم ؛ لأنَّه لم يعذِّب الله قريةً حتى يخرج النبيُّ منها والذين آمنوا معه { وما كان الله } معذِّبَ هؤلاء الكفَّار وفيهم المؤمنون { يستغفرون } يعني : المسلمين ، ثمَّ قال : { وما لهم ألا يعذِّبهم الله } أَيْ : ولمَ لا يعذِّبهم الله بالسَّيف بعد خروج مَنْ عنى بقوله : { وهم يستغفرون } من بينِهم { وهم يصدون } يمنعون النبيِّ والمؤمنين { عن المسجد الحرام } أن يطوفوا به { وما كانوا أولياءه } وذلك أنَّهم قالوا : نحن أولياء المسجد ، فردَّ الله عليهم بقوله : { إن أولياؤه إلاَّ المتقون } يعني : المهاجرين والأنصار { ولكنَّ أكثرهم لا يعلمون } غيبَ علمي وما سبق في قضائي . { وما كان صلاتهم عند البيت إلاَّ مكاءً وتصديةً } أَيْ : صفيراً وتصفيقاً ، وكانت قريش يطوفون بالبيت عُراةً يُصفِّرون ويُصفِّقون ، جعلوا ذلك صلاةً لهم ، فكان تَقرُّبُهم إلى الله بالصَّفير والصَّفيق { فذوقوا العذاب } ببدرٍ { بما كنتم تكفرون } تجحدون توحيد الله تعالى . { إنَّ الذين كفروا } نزلت في المُنفقين على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيَّام بدرٍ ، وكانوا اثني عشر رجلاً . قال تعالى : { فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة } بذهاب الأموال ، وفوات المراد . { ليميز الله الخبيث من الطيب } أَيْ : إنما تحشرون إلى جهنَّم ليميِّز بين أهل الشَّقاوة ، وأهل السَّعادة { ويجعل الخبيث } أَي : الكافر ، وهو اسم الجنس { بعضه على بعض } يلحق بعضهم ببعض { فيركمه جميعاً } أَيْ : يجمعه حتى يصير كالسَّحاب المركوم ثمَّ { فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون } لأنَّهم اشتروا بأموالهم عذاب الله في الآخرة . { قل للذين كفروا } أبي سفيان وأصحابه : { إن ينتهوا } عن الشِّرك وقتال المؤمنين { يغفر لهم ما قد سلف } تقدَّم من الزِّنا والشِّرك ؛ لأنَّ الحربيَّ إذا أسلم عاد كَمِثْلِهِ يوم ولدته أمه { وإن يعودوا } للقتال { فقد مضت سنَّة الأولين } بنصر اللَّهِ رسلَه ومَنْ آمن على مَنْ كفر . { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } كفرٌ { ويكون الدين كله لله } لا يكون مع دينكم كفرٌ في جزيرة العرب { فإن انتهوا } عن الشِّرك { فإنَّ الله بما يعملون بصير } يُجازيهم مُجازاة البصير بهم وبأعمالهم .