Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-15)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذْ يعدكم الله إحدى الطائفتين } العير أو النَّفير { أنَّها لكم وتودون أنَّ غير ذات الشوكة تكون لكم } أَيْ : العير التي لا سلاح فيها تكون لكم { ويريد الله أن يحق الحق } يُظهره ويُعليَه { بكلماته } بِعِدَاتِه التي سبقت بظهور الإِسلام { ويقطع دابر الكافرين } آخر مَنْ بقي منهم . يعني : إنَّه إنَّما أمركم بحرب قريشٍ لهذا . { ليحقَّ الحق } أَيْ : ويقطع دابر الكافرين ليُظهر الحقَّ ويُعليَه { ويبطل الباطل } ويُهلك الكفر ويُفنيه { ولو كره المجرمون } ذلك . { إذ تستغيثون ربكم } تطلبون منه المعونة بالنَّصر على العدوِّ لقلَّتكم { فاستجاب لكم أني ممدُّكم بألفٍ من الملائكة مردفين } متتابعين ، جاؤوا بعد المسلمين ، ومَنْ فتح الدَّال أراد : بألفٍ أردف الله المسلمين بهم . { وما جعله الله } أَيْ : الإِرداف { إلاَّ بشرى } الآية ماضية في سورة آل عمران . { إذ يغشيكم النعاس أمنة منه } وذلك أنَّ الله تعالى أمَّنهم أمناً غشيهم النُّعاس معه ، وهذا كما كان يوم أُحدٍ ، وقد ذكرنا ذلك في سورة آل عمران . { وينُزِّل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } وذلك أنَّهم لمَّا بايتوا المشركين ببدرٍ أصابت جماعة منهم جنابات ، وكان المشركون قد سبقوهم إلى الماء ، فوسوس إليهم الشَّيطان ، وقال لهم : كيف ترجون الظَّفر وقد غلبوكم على الماء ؟ وأنتم تُصلُّون مُجنِبين ومُحدِثين ، وتزعمون أنَّكم أولياء الله وفيكم نبيُّه ؟ فأنزل الله تعالى مطراً سال منه الوادي حتى اغتسلوا ، وزالت الوسوسة ، فذلك قوله : { ليطهركم به } أَيْ : من الأحداث والجنابات { ويذهب عنكم رجز الشيطان } وسوسته التي تكسب عذاب الله { وليربط } به { على قلوبكم } باليقين والنَّصر { ويثبت به الأقدام } وذلك أنَّهم كانوا قد نزلوا على كثيبٍ تغوص فيه أرجلهم ، فلبَّده المطر حتى ثبتت عليه الأقدام . { إذ يوحي ربك إلى الملائكة } الذين أمدَّ بهم المسلمين { إني معكم } بالعون والنُّصرة { فثبتوا الذين آمنوا } بالتَّبشير بالنَّصر ، وكان المَلَك يسير أمام الصَّف على صورة رجلٍ ويقول : أبشروا ؛ فإنَّ الله ناصركم { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } الخوف من أوليائي { فاضربوا فوق الأعناق } أَيْ : الرُّؤوس { واضربوا منهم كلَّ بنان } أَيْ : الأطراف من اليدين والرِّجلين . { ذلك } الضَّرب { بأنهم شاقوا الله ورسوله } باينوهما وخالفوهما . { ذٰلكم } القتل والضَّرب ببدرٍ { فذوقوه وأنَّ للكافرين عذاب النار } بعدما نزل بهم من ضرب الأعناق . { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً } مُجتمعين مُتدانين إليكم للقتال { فلا تولوهم الأدبار } لا تجعلوا ظهوركم ممَّا يليهم .