Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 108-113)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا تقم فيه أبداً لمسجدٌ أسس على التقوى } بُنيت جُدُره ، ورُفعت قواعده على طاعة الله تعالى { من أول يوم } بُني وحَدث بناؤه ، وهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو مسجد قباء { أحقُّ أن تقوم فيه } للصَّلاة { فيه رجال } يعني : الأنصار { يحبون أن يتطهروا } يعني : غسل الأدبار بالماء ، وكان من عادتهم في الاستنجاء استعمال الماء بعد الحجر { والله يحب المطهرين } من الشِّرك والنِّفاق . { أفمن أسس بنيانه } أَيْ : بناءه الذي بناه { على تقوى من الله } مخافة الله ، ورجاء ثوابه ، وطلب مرضاته { خيرٌ أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار } على حرف مهواةٍ { فانهار به } أُوقع بنيانه { في نار جهنم } وهذا مَثَل . والمعنى : إنَّ بناء هذا المسجد كبناءٍ على حرفِ جهنَّم يتهوَّر بأهله فيها ، لأنَّه معصيةٌ وفعلٌ لما كرهه الله من الضِّرار . { لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبه في قلوبهم } شكَّاً في قلوبهم { إلاَّ أن تقطَّع قلوبهم } بالموت ، والمعنى : لا يزالون في شكٍّ منه إلى الموت ، يحسبون أنَّهم كانوا في بنائه محسنين { والله عليم } بخلقه { حكيم } فيما جعل لكلِّ أحدٍ . { إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم … } الآية . نزلت في بيعة العقبة ، " لمَّا بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، وأن يمنعوه ممَّا يمنعون أنفسهم . قالوا : فإذا فعلنا ذلك يا رسول الله ، فماذا لنا ؟ قال : الجنَّة . قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل " ، فنزلت هذه الآية ومعنى : { اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنة } أنَّ المؤمن إذا قاتل في سبيل الله حتى يُقتل ، وأنفق ماله في سبيل الله أخذ من الله الجنَّة في الآخرة جزاءً لما فعل ، وقوله : { وعداً } أَيْ : وعدهم اللَّهُ الجنَّة وعداً { عليه حقاً } لا خلف فيه { في التوراة والإِنجيل والقرآن } أَيْ : إنَّ الله بيَّن في الكتابين أنَّه اشترى من أمة محمَّدٍ أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة ، كما بيَّن في القرآن { ومَنْ أوفى بعهده من الله } أَيْ : لا أحدٌ أوفى بما وعد من الله ، ثمًّ مدحهم فقال : { التائبون } أَيْ : هم التَّائبون من الشِّرك { العابدون } يرون عبادة الله واجبةً عليهم { الحامدون } الله على كلِّ حال { السائحون } الصًّائمون { الراكعون الساجدون } في الفرائض { الآمرون بالمعروف } بالإِيمان بالله وفرائضه وحدوده { والناهون عن المنكر } الشِّرك وترك فرائض الله { والحافظون لحدود الله } العاملون بما افترض الله عليهم . { ما كان للنبيِّ … } الآية . نزلت في استغفار النبيِّ عليه السَّلام لعمِّه أبي طالب ، وأبيه ، وأُمِّه ، واستغفار المسلمين لآبائهم المشركين ، نُهوا عن ذلك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : " لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه " ، فبيَّن الله سبحانه كيف كان ذلك .