Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 74-77)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يحلفون بالله ما قالوا } نزلت حين أساء المنافقون القول في رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنوا في الدِّين ، وقالوا : إذا قدمنا المدينة عقدنا على رأس عبد الله بن أُبيّ تاجاً يباهي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَسُعِي بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم ، فحلفوا ما قالوا { ولقد قالوا كلمة الكفر } سبَّهم الرَّسول وطعنهم في الدِّين { وهموا بما لم ينالوا } من عقدهم التَّاج على رأس ابن أُبيّ . وقيل : من الاغتيال بالرَّسول { وما نقموا } كرهوا { إلاَّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله } بالغنيمة حتى صارت لهم الأموال ، أَيْ : إنَّهم عملوا بضدِّ الواجب ، فجعلوا موضع شكر الغنى أن نقموه ، ثمَّ عرض عليهم التَّوبة فقال : { فإن يتوبوا يك خيراً لهم وإنْ يتولوا } يعرضوا عن الإِيمان { يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا } بالقتل { و } في { الآخرة } بالنار { وما لهم في الأرض من وليٍّ ولا نصير } لا يتولاَّهم أحدٌ من المسلمين . { ومنهم مَنْ عاهد الله } يعني : ثعلبة بن حاطب ، عاهد ربَّه لئن وسَّعَ عليه أن يؤتى كلَّ ذي حقٍ حقَّه ، ففعل الله ذلك فلم يفِ بما عاهد ، ومنع الزَّكاة ، فهذا معنى قوله : { لئن آتانا من فضله لنصدقنَّ } لنعطينَّ الصَّدقة ، { ولنكوننَّ من الصالحين } ولنعملنَّ ما يعمل أهل الصَّلاح في أموالهم . { فلما آتاهم من فضله بخلوا به … } الآية . { فأعقبهم نفاقاً } صيَّر عاقبة أمرهم إلى ذلك بحرمان التَّوبة ، حتى ماتوا على النِّفاق جزاءً لإخلافهم الوعد ، وكذبهم في العهد ، وهو قوله : { إلى يوم يلقونه … } الآية .