Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 79-83)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين يلمزون } يعيبون ويغتابون { المطوعين } المتطوعين المُتنفلِّين { من المؤمنين في الصدقات } وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حثَّ على الصَّدقة ، فجاء بعض الصحابة بالمال الكثير ، وبعضهم - وهم الفقراء - بالقليل ، فاغتابهم المنافقون وقالوا : مَنْ أكثرَ [ أكثر ] رياءً ، ومَنْ أقلَّ أراد أن يذكر نفسه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . { والذين لا يجدون إلاَّ جهدهم } وهو القليل الذي يتعيَّش به { فيسخرون منهم سخر الله منهم } جازاهم جزاء سخريتهم حيث صاروا إلى النَّار ، ثمَّ آيس الله رسوله من إيمانهم ومغفرتهم فقال : { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم } وهذا تخييرٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثمَّ قال : { إن تستغفر لهم سبعين مرة } أَيْ : إن استكثرت من الدُّعاء بالاستغفار للمنافقين لن يغفر الله لهم . { فرح المخلفون } يعني : الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين { بمقعدهم } بقعودهم { خلاف رسول الله } مخالفةً له { وقالوا : لا تنفروا } مع محمدٍ إلى تبوك { في الحرِّ قل نار جهنم أشدُّ حراً لو كانوا يفقهون } يعلمون أنَّ مصيرهم إليها . { فليضحكوا قليلاً } في الدُّنيا ، لأنَّها تنقطع عنهم { وليبكوا كثيراً } في النار بكاءً لا ينقطع { جزاءً بما كانوا يكسبون } في الدُّنيا من النِّفاق . { فإن رجعك الله } ردَّك { إلى طائفة منهم } يعني : الذين تخلَّفوا بالمدينة { فاستأذنوك للخروج } إلى الغزو معك { فقل لن تخرجوا معي أبداً } إلى غزاةٍ { ولن تقاتلوا معي عدواً } من أهل الكتاب { إنكم رضيتم بالقعود أول مرة } حين لم تخرجوا إلى تبوك { فاقعدوا مع الخالفين } يعني : النِّساء والصِّبيان والزَّمنى الذين يخلفون الذَّاهبين إلى السَّفر ، ثمَّ نُهِيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة عليهم إذا ماتوا ، والدُّعاء لهم عند الوقوف على القبر .