Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 22-24)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
22 - الله الذى تكفرون بنعمه ، وتُكَذِّبون بآياته ، هو الذى يُمكِّنكم من السير والسعى فى البر مشاة وركباناً ، وفى البحر بما سخَّر لكم من السفن التى تجرى على الماء ، بما يهيئ الله لها من ريح طيبة تدفعها فى أمان إلى غايتها ، حتى إذا اطمأننتم إليها وفرحتم بها هبت ريح عاصفة أثارت عليكم الموج من كل جانب ، وأيقنتم أن الهلاك واقع لا محالة ، فى هذه الشدة لا تجدون ملجأ غير الله فتدعونه مخلصين فى الدعاء ، وموقنين أنه لا منقذ لكم سواه ، متعهدين له لئن أنجاكم من هذه الكربة لتؤمنن به ولتكونن من الشاكرين . 23 - فلما أنجاهم مما تعرضوا له من الهلاك ، نقضوا عهدهم ، وعادوا مسرعين إلى الفساد الذى كانوا من قبل - يا أيها الناس - الناقضون للعهد إن عاقبة اعتدائكم وظلمكم سترجع عليكم - وحدكم - وإن ما تتمتعون به فى دنياكم متاع دنيوى زائل ، ثم إلى الله مصيركم فى النهاية فيجزيكم بأعمالكم التى أسلفتموها فى دنياكم . 24 - ما حالة الحياة الدنيا فى روعتها وبهجتها ، ثم فى فنائها بعد ذلك ، إلا كحالة الماء ينزل من السماء ، فيختلط به نبات الأرض ، مما يأكله الناس والحيوان ، فيزدهر ويثمر وتزدان به الأرض نضارة وبهجة ، حتى إذا بلغت هذه الزينة تمامها ، وأيقن أهلها أنهم مالكون زمامها ومنتفعون بثمارها وخيراتها ، فاجأها أمرنا بزوالها فجعلناها شيئاً محصوداً ، كأن لم تكن آهلة بسكانها وآخذة بهجتها من قبل ، ففى كلتا الحالتين نضارة وازدهار يبتهج بهما الناس ، ثم يعقبهما زوال ودمار ، وكما بيَّن الله ذلك بالأمثال الواضحة ، يبيِّن الآيات ويفصل ما فيها من أحكام وآيات لقوم يتفكرون ويعقلون .