Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 12-16)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

12 - لا تحاول - أيها النبى - إرضاء المشركين لأنهم لا يؤمنون ، وعساك إن حاولت إرضاءهم أن تترك تلاوة بعض ما يوحى إليك مما يشق سماعه عليهم ، كاحتقار بعض آلهتهم ، خوفاً من قبح ردهم واستهزائهم ، وعسى أن تحس بالضيق وأنت تتلوه ، لأنهم يطلبون أن ينزل الله عليك كنزاً تنعم به كالملوك ، أو يجئ معك مَلَك يخبرنهم بصدقك ، فلا تبال - أيها النبى - بعنادهم ، فما أنت إلا منذر ومحذِّر من عقاب الله من يخالف أمره ، وقد فعلت فأرِحْ نفسك منهم . واعلم أن الله على كل شئ رقيب ومهيمن ، وسيفعل بهم ما يستحقون . 13 - إن القرآن فيه الآية الدالة على صدقك ، فإن قالوا : إنه ألَّفه من عنده أو افتراه على الله ، فقل لهم : إن كان هذا القرآن من عند بشر ، أمكن للبشر أن يأتوا بمثله ، وأنتم فصحاء البشر . فأتوا بعشر سور مثله مُختَلَقَات ، واستعينوا بما يمكنكم الاستعانة به من الإنس والجن ، إن كنتم صادقين فى دعواكم أنه كلام بشر . 14 - فإن عجزتم ، وعجز من استعنتم بهم فأتوا بمثله ولو مُفْترىً ، فاعلموا أن هذا القرآن ما أنزل إلا مقترناً بعلم الله ، فلا يعلم علمه أحد ، واعْلموا أنه لا إله إلا الله فلا يعمل عمله أحد . فأسلموا بعد قيام هذه الحُجة عليكم ، إن كنتم طالبين للحق . 15 - من كان يطلب الحياة الدنيا ، والتَّمتع بلذاتها وزينتها ، نعطهم ثمرات أعمالهم وافية لا ينقص منها شئ . 16 - هؤلاء الذين قصروا هممهم على الدنيا ، ليس لهم فى الآخرة إلا عذاب النار ، وبَطَل نفع ما صنعوه فى الدنيا لأنه لم يكن للآخرة فيه نصيب ، وهو فى نفسه باطل أيضاً ، لأن العمل الذى لا يفيد السعادة الدائمة كأنه لم يكن .