Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 7-11)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

7 - والله خلق السموات والأرض وما فيهما فى ستة أيام ، ومن قبل ذلك لم يكن الوجود أكثر من عالم الماء ، ومن فوقه عرش الله . وقد خلق الله هذا الكون ليظهر بالاختبار أحوالكم - أيها الناس - ليظهر منكم من يقبل على الله بالطاعة والأعمال الحسنة ، ومن يُعرض عن ذلك … ومع هذه القدرة الخالقة إن قلت لهم مؤكداً : أنهم سيبعثون من قبورهم ، وأنهم خلقوا ليموتوا ويُبعثوا ، سارعوا إلى الرد عليك مؤكدين أن هذا الذى جئتهم به لا حقيقة له ، وما هو إلا كالسحر الواضح الذى يلعب بالعقول . 8 - ولئن اقْتضت حكمتنا تأخير عذاب كفرهم فى الدنيا إلى وقت مُحدد عندنا هو يوم القيامة ، ليقولون مستهزئين : ما الذى يمنعه عنا الآن ؟ فليأت به إن كان صادقاً فى وعيده . ألا فليعلم هؤلاء أن العذاب آتٍ حتماً ، وأنه لا خلاص لهم منه حين يأتيهم ، وأنه سيحيط بهم بسبب استهزائهم واستهتارهم . 9 - وإن من طبيعة الإنسان أن تستغرق نفسه الحالُ التى يكون عليها ، فإذا أعطيناه بعض النعم رحمة منا كالصحة والسعة فى الرزق ، ثم نزعنا بعد ذلك هذه النعمة لحكمة منا ، أسرفَ فى يأسه من عودة هذه النعمة إليه ، وأسرف فى كفره بالنعم الأخرى التى لا يزال يتمتع بها . 10 - وإننا لو أعطينا الإنسان نعمة بعد ضر لحق به ، فإنه يقول : ذهب ما كان يسوؤنى ولن يعود ويحملُه ذلك على شدة الفرح بمتاع الدنيا ، وعلى المبالغة فى التفاخر على الغير ، فينشغل قلبه عن شكر ربه ، هذا هو شأن غالب بنى الإنسان : مضطرب بين اليأس والتفاخر . 11 - ولا يخلو من هذا العيب إلا الذين صبروا عند الشدائد ، وعملوا الصالحات فى السرَّاء والضرَّاء . هؤلاء لهم مغفرة من الذنوب وأجر كبير على أعمالهم الصالحة .