Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 70-76)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
70 - فلما رأى أيديهم لا تبلغه ولا تمتد إليه ، كما هو معروف عن الضيوف أنكر أنهم ضيوف ، وأحس أنهم ملائكة ، وأضمر الخوف أن يكون مجيئهم لأمر أنكره الله عليه ، أو لتعذيب قومه . قالوا - وقد عرفوا أثر الخوف فى نفسه - : لا تخف إنا أرسلنا لهلاك قوم لوط . 71 - وكانت امرأته قائمة تسمع كلامهم فى مكان قريب منهم ، فضحكت لسرورها لنجاة لوط ابن أخى زوجها ، فبشرناها على ألْسِنَة الملائكة بأنها ستلد من إبراهم زوجها ولداً يسمى إسحاق ، وسيعيش ولدها ، وسيكون لها منه بعد إسحاق يعقوب . 72 - صاحت متعجبة وقالت : يا عجبا ! أألدُ وأنا عجوز ، وهذا زوجى ترونه شيخاً كبيراً ولا يولد لمثله ؟ إن هذا الذى أسمعه والله شئ عجيب ، إذ كيف يولد لهرِمَيْن مثلى ومثل زوجى ؟ . 73 - قالت الملائكة لها : أتعجبين من أن يولد لكما على كبركما ، وهو من أمر الله الذى لا يعجزه شئ ؟ تلك رحمة الله ونعمه الكثيرة عليكم - أهل بيت النبوة - فليس بعجيب أن يهب لكم ما لا يهب لغيركم ، إنه فاعل ما يستوجب الحمد ، عظيم كثير الإحسان والكرم والعطاء . 74 - فلما ذهب عن إبراهيم الخوف ، وسمع البشارة السارة بالولد ، أخذه الإشفاق ، وأخذ يجادل رسلنا فى هلاك قوم لوط . 75 - إن إبراهيم لكثير الحلم ، لا يحب تعجيل العقاب ، كثير التأوه والتوجع من السوء الذى يصيب غيره ، تائب راجع إلى الله بما يحبه ويرضاه ، فَرِقته ورحمته ورأفته حملته على المجادلة رجاء أن يرفع الله عذابه عن قوم لوط وأن يتوبوا وينيبوا إليه . 76 - قالت الملائكة : يا إبراهيم أعرض عن هذا الجدال والتماس الرحمة لهؤلاء القوم ، إنه قد جاء أمر ربك بهلاكهم ، وأنهم لا بد آتيهم عذاب نافذ غير مردود بجدل أو غير جدل .