Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 59-64)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

59 - وأمر يوسف أن يُكرَّموا فى ضيافته ، ويُدفع لهم من الميرة ما طلبوه فتم لهم ذلك ، وأخذ يُحدثهم ، ويسأل عن أحوالهم سؤال الجاهل بها ، وهو بها عليم ، فأخبروه أنهم تركوا أخا لهم حرص أبوهم ألا يفارقه ، وهو بنيامين شقيق يوسف ، فقال : ليحضر معكم أخوكم ، ولا تخافوا شيئاً ، فقد رأيتم إيفاء كيلكم وإكرامى لكم فى نزولكم . 60 - فإن لم تحضروا أخاكم هذا ، فليس عندى لكم طعام ، ولا تحاولوا أن تأتونى مرة أخرى . 61 - قال إخواته : سنحتال على أبيه لينزل عن إرادته ولا يخاف عليه ، ونؤكد لك أننا لن نقصر فى ذلك أو نتوانى فيه . 62 - ولما هموا بالرحيل ، قال لأتباعه : ضعوا ما قدَّموه من ثمن بضاعتهم فى أمتعتهم ، عساهم يرونها إذا عادوا إلى أهلهم ، فيكون ذلك أرجى لعودتهم مؤملين فى إعطائهم الطعام ، واثقين بالوفاء بالعهد ، وآمنين على أخيهم وليبعثوا الطمأنينة فى نفس أبيهم . 63 - فلما عادوا إلى أبيهم قصوا عليه قصتهم مع عزيز مصر ، وتلطفه بهم ، وأنه أنذرهم بمنع الكيل لهم فى المستقبل إن لم يكن معهم بنيامين ، وواعدهم بوفاء الكيل لهم ، وإكرام منزلتهم إن عادوا إليه بأخيهم ، وقالوا له : ابعث معنا أخانا فإنك إن بعثته اكْتلنا ما نحتاج إليه من الطعام وافياً ، ونعدك وعداً مؤكداً أنا سنبذل الجهد فى المحافظة عليه . 64 - وثارت فى نفس يعقوب ذكريات الماضى ، فربطها بالحاضر ، وقال لبنيه : إن أمرى إذا استجبت لكم لعجيب فلن تكون حالى حين آمنكم على أخيكم إلا مثل حالى حين ائتمنتكم على يوسف فأخذتموه ، ثم عدتم تقولون : أكله الذئب ، فالله حسبى فى حماية ابنى ، ولا أعتمد إلا عليه ، فهو أقوى حافظ ، ورحمته أوسع من أن يفجعنى بعد يوسف فى أخيه .