Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 65-67)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
65 - وكان إخوة يوسف يجهلون أن يوسف وضع أموالهم فى حقائبهم ، فلما فتحوها ووجدوا الأموال عرفوا جميل ما صنع بهم يوسف ، وتذرعوا بذلك إلى بث الطمأنينة فى قلب يعقوب ، وإقناعه بالاستجابة إلى ما طلب العزيز وبالغوا فى استمالته ، فذكروه بما بينه وبينهم من رباط الأبوة ، فقالوا : يا أبانا أى شئ تريده أجمل مما جرى وينتظر أن تجرى به الأحداث ؟ هذه أموالنا أعيدت إلينا دون أن يحتجز منها شئ ، فنسافر مع أخينا ونجلب الميرة لأهلنا ، ونرعى أخانا ، ويزيد ميرتنا حمل بعير لحق أخينا ، فقد رسم العزيز أن يعطى الرجل حمل بعير . 66 - ونجحت محاولة أبناء يعقوب فى إقناعه ، وأثَّر مقالهم فيه ، فنزل عن التشدد فى احتجاز ابنه وحبسه عن الذهاب مع إخوته إلى مصر ، ولكن قلبه لا يزال فى حاجة إلى ما يزيد اطمئنانه ولذلك قال لهم : لن أبعثه معكم إلا بعد أن تعطونى ضماناً قوياً ، فتعاهدوا الله عهداً موثقاً أن تعيدوه إلىّ ، وألا يمنعكم عن ردِّه إلا أن تُهلكوا أو يحيط بكم عدو يغلبكم عليه . فاستجابوا له ، وقدَّموا ما طلب من المواثيق ، وعندئذ أشهد الله على عهودهم وأيمانهم بقوله : الله على ما دار بيننا مطلع رقيب . 67 - اطمأن يعقوب إلى عهد أبنائه ، ثم دفعته الشفقة عليهم إلا أن يوصيهم عند دخولهم مصر بأن يدخلوا من أبواب متفرقة ، لكيلا يلفتوا الأنظار عند دخولهم ، ولا تترقبهم الأعين ، وقد يكون ما يسيئهم ، وليس فى قدرتى أن أدفع عنكم أذى ، فالدافع للأذى هو الله وله - وحده - الحكم ، وقد توكلت عليه وفوضت إليه أمرى وأمركم ، وعليه - وحده - يتوكل الذين يفوضون أمورهم إليه مؤمنين به .