Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 31-33)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

31 - إنهم يطلبون معجزة غير القرآن مع عظم تأثيره لو طلبوا الحق وأذعنوا له ، فلو ثبت أن كتاباً يُقرأ فتتحرك به الجبال من أماكنها ، أو تتصدع به الأرض ، أو تخاطب به الموتى ، لكان ذلك هو القرآن ، ولكنهم معاندون ، ولله - وحده - الأمر كله فى المعجزات وجزاء الجاحدين ، وله فى ذلك القدرة الكاملة ، وإذا كانوا فى هذه الحال من العناد ، أفلا ييأس الذين أذعنوا للحق من أن يؤمن هؤلاء الجاحدين ، وإن جحودهم بإرادة الله ، ولو أراد أن يهتدى الناس جميعاً لاهتدوا ، وأن قدرة الله ظاهرة بين أيديهم ، فلا يزالون تصيبهم بسبب أعمالهم القوارع الشديدة التى تهلكهم ، أو تنزل قريباً منهم ، حتى يكون الموعد الذى وعد الله به ، والله تعالى لا يخلف موعده . 32 - وإذا كان أولئك الجاحدون قد استهزأوا بما تدعو إليه وبالقرآن ، فقد سخروا بالرسل الذين أرسلوا قبلك - أيها النبى - فلا تحزن لأنى أمهل الذين جحدوا ثم آخذهم فيكون العقاب الشديد الذى لا يقدر وصفه ولا تُعرف حاله . 33 - إن المشركين ضلوا فى جحودهم ، فجعلوا لله شركاء فى العبادة ، فهل من هو حافظ مراقب لكل نفس مُحْصٍ عليها ما تكسب من خير أو شر ، تماثله هذه الأوثان ؟ قل لهم - أيها النبى - : صفوهم بأوصافهم الحقيقية ، أهم أحياء ؟ أهم يدفعون الضر عن أنفسهم ؟ فإن كانت حجارة لا تنفع ولا تضر ، فهل تخدعون أنفسكم بأن يخبروا الله بما تتوهمون أنه لا يعلمه فى هذه الأرض ، أم تضعونهم فى موضع العبادة بألفاظ تتلوى بها ألسنتكم ، بل الحقيقة أنه زين لهم تدبيرهم وتمويههم الباطل ، وبسبب ذلك صرفوا عن طريق الحق وتاهوا ، ومن يكن ضلالهم مثلهم ، فلن يهديه أحد ، لأنه صرف نفسه عن سبيل الهداية .