Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 28-32)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

28 - إن حالكم تثير العجب ! كيف تكفرون ولا توجد شبهة تعتمدون عليها فى كفركم ؟ ونظرة إلى حالكم تأبى هذا الكفر ولا تدع لكم عذراً فيه ، فقد كنتم أمواتاً فخلقكم الله ووهبكم الحياة وحسن التقويم ، ثم هو الذى يعيدكم أمواتاً عند انتهاء أجلكم ، ثم يبعثكم أحياء مرة أخرى للحساب والعقاب ثم إليه - لا إلى غيره - تعودون فيحاسبكم ويجازيكم على أعمالكم . 29 - وإن الله الذى تجب عبادته وإطاعته هو الذى تفضل عليكم فخلق لمنفعتكم وفائدتكم كل النعم الموجودة فى الأرض ، ثم قد توجهت إرادته مع خلقه الأرض بمنافعها إلى السماء فجعل منها سبع سموات منتظمات فيها ما ترون وما لا ترون ، والله محيط بكل شئ عالم به . 30 - بيَّن - سبحانه - أنه هو الذى أحيا الإنسان ومكَّن له فى الأرض ، ثم بيَّن بعد ذلك أصل تكوين الإنسان وما أودع فيه من علم الأشياء وذكره به ، فاذكر يا محمد نعمة أخرى من نعم ربك على الإنسان ، وهى أنه قال لملائكته : إنى جاعل فى الأرض من أُمكِّنه منها وأجعله صاحبَ سلطان فيها وهو آدم وذريته ، استخلفهم الله فى عمارة الأرض . واذكر قول الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصى ، ومن يسفك الدماء بالعدوان والقتل لما فى طبيعته من شهوات ، بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك ، ونظهر ذكرك ونمجِّدك ؟ فأجابهم ربهم : إنى أعلم ما لم تعلموا من المصلحة فى ذلك . 31 - وبعد أن خلق الله آدم وعلَّمه أسماء الأشياء وخواصَّها ليتمكن فى الأرض وينتفع بها ، عرض الله هذه الأشياء على الملائكة وقال لهم : أخبرونى بأسماء هذه الأشياء وخواصها إن كنتم صدقتم فى ظنكم أنكم أحق بخلافة الأرض ولا يوجد أفضل منكم بسبب طاعتكم وعبادتكم . 32 - وقد ظهر للملائكة عجزهم فقالوا : إننا ننزهك يا ربَّنا التنزيه اللائق بك ، ونقر بعجزنا وعدم اعتراضنا ، فلا علم عندنا إلا ما وهبتنا إياه ، وأنت العالم بكل شئ ، الحكيم فى كل أمر تفعله .