Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 54-58)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
54 - أولئك الذين آمنوا بالقرآن وبما أنزل من قبله من كتب يعطوْن ثوابهم مضاعفا ، بصبرهم على ما يلحقهم من الأذى فى سبيل الإيمان ، ويؤثرون العمل الصالح ، ويقابلون بالعفو والإحسان ، وينفقون فى سبيل الخير مما منحهم الله من مال . 55 - وإذا سمعوا الباطل من الجاهلين انصرفوا عنه تنزها وترفعا ، وقالوا : لنا أعمالنا الحقة لا نحيد عنها ، ولكم أعمالكم الباطلة ووزرها عليكم ، ونحن نترككم وشأنكم لأننا لا نريد صحبة الجاهلين . 56 - إنك - أيها الرسول - شديد الحرص على هداية قومك ، ولكنك لا تستطيع أن تُدْخل فى الإسلام كل من تحب ، ولكن الله يهدى للإيمان من علم فيهم قبول الهداية واختيارها ، وهو الذى يعلم علما ليس فوقه علم من سيدخل فى صفوف المهتدين . 57 - وقال مشركوا مكة للرسول - صلى الله عليه وسلم - معتذرين عن بقائهم على دينهم : إن اتبعناك على دينك أخرجَنَا العرب من بلدنا وغلبونا على سلطاننا . وهم كاذبون فيما يعتذرون به ، فقد ثَبَّتَ الله أقدامهم ببلدهم ، وجعله حرما يأمنون فيه - وهم كفرة - من الإغارة والقتل ، وتُحمل إليه الثمرات والخيرات المتنوعة الكثيرة رزقاً يسوقه الله إليهم من كل جهة ، فكيف يستقيم أن يسلبهم الأمن ويعرضهم للتخطف إذا ضموا إلى حرمة البيت الإيمان بمحمد ؟ ولكن أكثرهم لا يعلمون الحق ، ولو علموا لما خافوا التَّخطف . 58 - لم يعتبر هؤلاء بمصاير الأمم السابقة ، فقد أهلك الله قرى الذين اغتروا بنعمة الله ثم كفروا بها وبالله ، وهذه ديارهم خاوية لا تصلح للسكن بعدهم إلا فترات عابرة للمارين بها ، ولم يبق لها مالك بعدهم إلا الله ذو الجلال والإكرام .