Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-79)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
77 - ألم تنظر يا محمد فتعجب إلى الذين رغبوا فى القتال قبل أن يجئ الإذن به فقيل لهم : لم يأت وقت القتال ، فكفوا أيديكم عنه ، واحرصوا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فلما فرض اللَّه عليهم القتال إذا طائفة منهم يخافون الناس كخوف اللَّه أو أشد وقالوا مستغربين : لِمَ كتبت علينا القتال ؟ متوهمين أن فى فرضية القتال تعجيلاً لآجالهم ولذلك قالوا : هلاًّ أخرتنا إلى زمن قريب نستمتع فيه بما فى الدنيا ؟ فقل لهم : تقدموا للقتال ولو أدى إلى استشهادكم ، فمتاع الدنيا مهما عَظُمَ قليل بجوار متاع الآخرة ، والآخرة خير وأعظم لمن اتقى اللَّه وستجزون على أعمالكم فى الدنيا ولا تنقصون من الجزاء شيئا مهما صغر . 78 - إن الموت الذى تَفِرُّون منه ملاقيكم أينما كنتم ، ولو كانت إقامتكم فى حصون مشيدة وإن هؤلاء الخائرين لضعف إيمانهم يقولون : إن أصابهم فوز وغنيمة هى من عند الله ، وإن أصابهم جدب أو هزيمة يقولوا لك - يا محمد - هذا من عندك وكان بشُؤْمك . فقل لهم : كل ما يصيبكم مما تحبون أو تكرهون هو من تقدير اللَّه ومن عنده اختبار وابتلاء ، فما لهؤلاء الضعفاء لا يدركون قولاً صحيحاً يتحدث به إليهم . 79 - ما يصيبك - أيها النبى - من رخاء ونعمة وعافية وسلامة فمن فضل اللَّه عليك ، يتفضل به إحسانا منه إليك ، وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه فمن نفسك بسبب تقصير أو ذنب ارتكبته . والخطاب للنبى لتصوير النفس البشرية وإن لم يقع منه ما يستوجب السيئة ، وأرسلناك رسولاً من عندنا للناس جميعاً ، واللَّه شهيد على تبليغك وعلى إجابتهم ، وكفى به عليماً .