Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 80-83)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

80 - من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه ، لأنه لا يأمر إلا بما أمر اللَّه به ، ولا ينهى إلا عما نهى اللَّه عنه . فكانت طاعته فى الامتثال والانتهاء طاعة للَّه ، ومن أعرض عن طاعتك فما أرسلناك إلا بشيراً ونذيراً لا حفيظاً ومهيمناً عليهم ، تحفظ عليهم أعمالهم ، إن ذلك لنا لا لك . 81 - ويقول هذا الفريق المتردد : أمرك مطاع ، وليس لك منا إلا الطاعة فيما تأمر وتنهى ، ولكن إذا خرجوا من عندك وابتعدوا عنك دبَّرت طائفة منهم أمرا وبيتته ، غير الذى تقوله أنت لهم من أمر ونهى ، واللَّه - سبحانه وتعالى - يحصى عليهم ما يدبرونه فى خفاء . فلا تلتفت إليهم ، وأعرض عنهم ، وفوض أمرك إلى اللَّه ، وتوكل عليه ، وكفى أن يكون اللَّه وكيلك وحافظك تفوض إليه جميع أمورك . 82 - أفلا يتدبر أولئك المنافقون كتاب اللَّه فيعلموا حجة اللَّه عليهم فى وجوب طاعته واتباع أمرك ، وأن هذا الكتاب من عند اللَّه لائتلاف معانيه وأحكامه ، وتأييد بعضه لبعض . فهذا دليل على أنه من عند اللَّه ، إذ لو كان من عند غيره لتناقضت معانيه ، واختلفت أحكامه اختلافاً كثيراً . 83 - وإذا اطَّلَعَت هذه الطائفة المنافقة على أمر يتعلق بقوة المسلمين أو ضعفهم أفشوه ونشروه ، جاهرين به للتغرير بالمسلمين أو إلقاء الرعب فى قلوبهم ، أو توصيل أبنائهم إلى أعدائهم ، ولو أن هؤلاء المنافقين المذيعين ردوا أمر الأمن والخوف إلى الرسول وإلى أولى الأمر من القواد وكبار الصحابة ، وطلبوا معرفة الحقيقة من جهتهم لعلم أولئك الذين يحاولون استخراج الوقائع وإذاعتها الحق من جانب الرسول والقادة ، ولولا فضل اللَّه عليكم بتثبيت قلوبكم على الإيمان ، ومنع الفتنة ، ورحمته بتمكينكم من أسباب الظفر والانتصار ، لاتبع أكثركم إغواء الشيطان ، ولم ينج من إغوائه إلا القليل .