Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 149-153)
Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
149 - ولما شعروا بزلتهم وخطئهم ، تحيروا وندموا أشد الندم على اتخاذ العجل إلها . وتبينوا ضلالهم تبيناً ظاهراً ، وقالوا : واللَّه لئن لم يتب علينا ربنا ويتجاوز عنا لنكونن من الذين خسروا خسراناً مبينا ، بوضعهم العبادة فى غير موضعها . 150 - ولما رجع موسى من مناجاة ربه إلى قومه ، غضبان عليهم لعبادتهم العجل ، حزينا لأن اللَّه فتنهم - وكان اللَّه قد اخبره بذلك قبل رجوعه - فقال لهم : ما أقبح ما فعلتم بعد غيبتى ، أسَبَقْتم بعبادة العجل ما أمركم به ربكم من انتظارى وحفظ عهدى حتى آتيكم بالتوراة ؟ ! ووضع الألواح ، واتجه إلى أخيه لشدة حزنه حين رأى ما رأى من قومه ، وأخذ يشد أخاه من رأسه ويجره نحوه من شدة الغضب ، ظنا منه أنه قصر فى كفَّهم عما فعلوا ، فقال هارون لموسى . يا ابن أمى إن القوم حين فعلوا ما فعلوا قد استضعفونى وقهرونى ، وقاربوا قتلى لما نهيتهم عن عبادة العجل ، فلا تَسُر الأعداء بإيذائك لى ، ولا تعتقدنى واحدا من الظالمين مع براءتى منهم ومن ظلمهم . 151 - قال موسى : رب اغفر لى ما صنعت بأخى قبل جلية الأمر ، واغفر لأخى إن كان فَرّط فى حسن الخلافة ، وأدخلنا فى سعة رحمتك لأنك أكثر الراحمين رحمة . 152 - إن الذين استمروا على اتخاذ العجل إلها ، كالسامرى وأشياعه ، سينالهم غضب عظيم من ربهم فى الدار الآخرة ، ومهانة شديدة فى الحياة الدنيا ، بمثل ذلك الجزاء نجزى كل من اختلق الكذب على اللَّه وعبد غيره . 153 - والذين عملوا الأعمال القبيحة من الكفر وعبادة العجل والمعاصى ، ثم رجعوا إلى اللَّه من بعد عملها ، وصدقوا به ، إن ربك من بعد توبتهم ستَّار عليهم ، غفَّار لما كان منهم .