Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 18-20)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً : أي لا أحد فالاستفهام للنفي . يعرضون على ربهم : أي يوم القيامة . الأشهاد : جمع شاهد وهم هنا الملائكة . لعنة الله : أي طرده وإبعاده . على الظالمين : أي المشركين . سبيل الله : أي الإِسلام . عوجاً : أي معوجة . معجزين في الأرض : أي الله عز وجل أي فائتين بل هو قادر على أخذهم في أيّة الحظة . من أولياء : أي أنصار يمنعونهم من عذاب الله . وما كانوا يبصرون : ذلك لفرط كراهيتهم للحق فلا يستطيعون سماعه ، ولا رؤيته . معنى الآيات : بعد أن قرر تعالى مصير المكذبين بالقرآن ومن نزل عليه وما نزل به من الشرائع ذكر نوعاً من إجرام المجرمين الذين استوجبوا به النار فقال عز وجل { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } أي لا أحد في الناس أعظم ظلماً من أحد افترى على الله كذباً ما من أنواع الكذب وإن قل وقوله { أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } أي أولئك الكذبة يعرضون يوم القيامة على ربهم جل جلاله في عرصات القيامة ، ويقول الأشهاد من الملائكة شاهدين عليهم { هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } ثم يُعْلِنُ مُعْلِنٌ قائلاً { أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } أي ألا بعداً لهم من الجنة وطرداً لهم منها إلى نار جهنم . ثم وضح تعالى نوع جناياتهم التي استوجبوا بها النار فقال { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي يصرفون أنفسهم وغيرهم عن الدين الإِسلامي ، { وَيَبْغُونَهَا } أي سبيل الله { عِوَجاً } أي معوجة كما يهوون ويشتهون فهم يريدون الإِسلام أن يبيح لهم المحرمات من الربا والزنى والسفور ، ويريدون من الإِسلام أن يأذن لهم في عبادة القبور والأشجار والأحجار إلى غير ذلك ، ويضاف إلى هذا ذنب أعظم وهو كفرهم بالدار الآخرة . قال تعالى { أُولَـٰئِكَ } أي المذكورون { لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ } أي لم يكن من شأنهم ومهما رأوا أنفسهم أقوياء أن يعجزوا الله تعالى في الأرض فإنه مدركهم مهما حاولوا الهرب ومنزل بهم عذابه متى أراد ذلك لهم ، وليس لهم من دون الله من أولياء أي أنصار يمنعونهم من العذاب متى أنزله بهم ، وقوله تعالى { يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ } إخبار منه بأن هؤلاء الظالمين يضاعف لهم العذاب يوم القيامة لأنهم صدوا غيرهم عن سبيل الله فيعذبون بصدهم أنفسهم عن الإِسلام ، وبصد غيرهم عنه ، وهذا هو العدل وقوله تعالى فيهم { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } إخبار بحالهم في الدنيا أنهم كانوا لشدة كراهيتهم للحق ولأهله من الداعين إليه لا يستطيعون سماعة ولا رؤيته ولا رؤية أهله القائمين عليه والداعين إليه . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - عظم ذنب من يكذب على الله تعالى بنسبة الولد أو الشريك إليه أو بالقول عليه بدون علم منه . 2 - عظم جرم من يصد عن الإِسلام بلسانه أو بحاله ، أو سلطانه . 3 - عظم ذنب من يريد إخضاع الشريعة الإِسلامية لهواه وشهواته بالتأويلات الباطلة والفتاوى غير المسؤولة ممن باعوا آخرتهم بدنياهم . 4 - بيان أن من كره قولاً أو شخصاً لا يستطيع رؤيته ولا سماعه .