Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 21-24)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وضل عنهم ما كانوا يفترون : أي غاب عنهم ما كانوا يدعونه من شركاء لله تعالى . لا جرم : أي حقاً وصدقاً أنهم في الآخرة هم الأخسرون . وأخبتوا إلى ربهم : أي تطامنوا أو خشعوا لربهم بطاعته وخشيته . مثل الفريقين : أي فريق المؤمنين وفريق الكافرين . أفلا تذكرون : أي تتعظون ، فتستغفروا ربكم ثم تتوبوا إليه ؟ . معنى الآيات : ما زال السياق في تحديد المجرمين وبيان حالهم في الآخرة فقال تعالى { أُوْلَـٰئِكَ } أي البعداء { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } حيث استقروا في دار الشقاء فخسروا كل شيء حتى أنفسهم ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي وغاب عنهم ما كانوا يزعمون أن لهم شُركَاء ، وأنهم يشفعون لهم وينصرونهم قال تعالى : { لاَ جَرَمَ } أي حقاً { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي في دار الآخرة { هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } أي الأكثر خسراناً من غيرهم لأنهم أضافوا إلى جريمة كفرهم جريمة تكفير غيرهم ممن كانوا يدعونهم إلى الضلال ، ويصدونهم عن الإِسلام سبيل الهدى والنجاة من النار . ولما ذكر تعالى حال الكافرين وما انتهوا إليه من خسران ، ذكر تعالى حال المؤمنين فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي آمنوا بالله وبوعده ووعيده . وآمنوا برسول الله وبما جاء به ، وعملوا الصالحات التي شرعها الله تعالى لهم من صلاة وزكاة { وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } أي أسلموا له وجوههم وقلوبهم وانقادوا له بجوارحهم فتطامنوا وخشعوا أولئك أي السامون أصحاب الجنة أي أهلها { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي لا يبرحون منها ولا يتحولون عنها ، هذا ما دلت عليه الآيات الثلاث أما الآية الرابعة [ 24 ] وهي قوله تعالى { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } ؟ فقد ذكر تعالى مقارنة بين أهل الشرك وأهل التوحيد توضيحاً للمعنى وتقريراً للحكم فقال { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ } أي صفة الفريقين الموضحة لهما هي كالأعمى والأصم وهذا فريق الكفر والظلم والسميع والبصير . وهذا فريق أهل الإِيمان والتوحيد فهل يستويان مثلا أي صفة الجواب لا ، لأن بين الأعمى والبصير تبايناً كما بين الأصم والسميع تبايناً فأي عاقل يرضى أن يكون العمى والصمم وصفاً له ولا يكون البصر والسمع وصفاً له ؟ والجواب لا أحد إذاً { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي أفلا تتعظون بهذا المثل وتتوبوا إلى ربكم فتؤمنوا به وتوحدوا وتؤمنوا برسوله وتتبعوه ، وبكتابه وتعملوا بما فيه ؟ . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - استحسان المقارنات بين الأشياء المتضادة للعبرة والاتعاظ . 2 - الكافر ميت موتاً معنوياً فلذا هو لا يسمع ولا يبصر ، والمسلم حيٌّ فلذا هو سميع بصير . 3 - بيان ورثة دار النعيم وهم أهل الإِيمان والطاعة ، وورثة دار الخسران وهم أهل الكفر والظلم .