Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 67-79)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وجاء أهل المدينة يستبشرون : أي مدينة سدُوم ، أي فرحين بإتيانهم الفاحشة . واتقوا الله ولا تخزون : أي لا تذلوني في انتهاك حرمة ضيفي . أولم ننهك عن العالمين : أي عن إجارتك لهم واستضافتك . لفي سكرتهم يعمهون : أي غوايتهم ، وشدة غُلْمتهم التي أزالت عقولهم ، يترددون . مشرقين : أي وقت شروق الشمس . من سجيل : أي طين طُبِخَ بالنار . لآيات للمتوسمين : أي الناظرين المعتبرين . لبسبيل مقيم : أي طريق قريش إلى الشام مقيم دائم ثابت . أصحاب الأيكة : أي قوم شعيب عليه السلام ، والأيكة غيضة شجر بقرب مدين . وإنهما لبإمام مبين : أي قوم لوط ، وأصحاب الأيكة لبطريق مبين واضح . معنى الآيات : ما زال السياق مع لوط عليه السلام وضيفه من الملائكة من جهة ، وقوم لوط من جهة ، قال تعالى : { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ } أي مدينة سدُوم وأهلها سكانها من اللوطيين ، وقوله { يَسْتَبْشِرُونَ } أي فرحين مسرورين لطمعهم في إتيان الفاحشة ، فقال لهم لوط ما أخبر الله تعالى به : { قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ } يشير إلى الملائكة { ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } أي فيه أي بطلبكم الفاحشة ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي خافوه { وَلاَ تُخْزُونِ } أي تهينوني وتذلوني . فأجابوا بما أخبر تعالى به عنهم : { قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي أتقول ما تقول ولم تذكر أنا نهيناك عن استضافة أحد من الناس أو تجيره ، فأجابهم لوط عليه السلام بما أخبر تعالى به عنه : { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } أي هؤلاء بناتي فتزوجوهن إن كنتم فاعلين ما آمركم به أو أرشدكم إليه . وقوله تعالى : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } أي وحياتك يا رسولنا ، إنهم أي قوم لوط { لَفِي سَكْرَتِهِمْ } غوايتهم التي أذهبت عقولهم فهبطوا إلى درك أسفل من درك الحيوان ، { يَعْمَهُونَ } أي حيارى يترددون ، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ } أي صيحة جبريل عليه السلام مشرقين مع إشراق الشمس . وقوله تعالى { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } فوق ذلك { حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } أي من طين مطبوخ بالنار … وقوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } أي إن في ذلك المذكور من تدمير مدن كاملة بما فيها لآيات وعبر وعظات للمتوسمين أي الناظرين نظر تفكر وتأمل لمعرفة الأشياء بسماتها وعلاماتها . وقوله تعالى : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } أي وإن تلك القرى الهالكة لبطريق ثابت باق يمر به أهل مكة في أسفارهم إلى الشام . وقوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } أي لعبرة للمؤمنين فلا يقدمون على محارم الله ، ولا يرتكبون معاصيه . وقوله تعالى : { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } . هذه إشارة خاطفة إلى قصة شعيب عليه السلام مع قومه أصحاب الأيكة ، والأيكة الفيضة من الشجر الملتف … وكانت منازلهم بها وكانوا مشركين وهو الظلم في قوله { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } لأنفسهم بعبادة غير الله تعالى ، وقوله تعالى : { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي أهلكناهم بحر شديد يوم الظله وسيأتي الحديث عنهم في سورة الشعراء قال تعالى هناك فأخذهم عذاب يوم الظله إنه كان عذاب يوم عظيم . وقوله : { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } الإمام الطريق لأن الناس يمشون فيه وهو أمامهم ، ومبين واضح . والضمير في قوله وإنهما عائد على قوم لوط ، وقوم شعيب وهم أصحاب الأيكة لا أصحاب مدين لأنه أرسل إلى أصحاب الأيكة وإلى أهل مدين ، والطريق طريق قريش إلى الشام ، والقصد من ذكر هذا وعظ قريش وتذكرهم ، فهل يتعظون ويتذكرون ؟ هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان إهلاك قوم لوط . 2 - إنكار الفاحشة وأنها أقبح فاحشة تعرفها الإِنسانية هي إتيان الذكور . 3 - بيان دفاع لوط عليه السلام عن ضيفه حتى فداهم ببناته . 4 - شرف النبي صلى الله عليه وسلم حيث أقسم الله تعالى بحياته في قوله { لَعَمْرُكَ } . 5 - الحث على نظر التفكير والإِعتبار والتفرس فإنه أنفع للعقل البشري . 6 - بيان نقمة الله تعالى من الظالمين للاعتبار والإِتعاظ . 7 - تقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ مثل هذه الأخبار لن تكون إلا عن وحي إلهي .