Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 102-106)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أفحسب الذين كفروا : الاستفهام للتقريع والتوبيخ . أن يتخذوا عبادي : كالملائكة وعيسى بن مريم والعزير وغيرهم . أولياء : أرباباً يعبدوهم بأنواع من العبادات . نزلا : النزل : ما يعد للضيف من قرى وهو طعامه وشرابه ومنامه . ضل سعيهم : أي بطل عملهم وفسد عليهم فلم ينتفعوا به . يحسنون صنعا : أي بعمل يجازون عليه بالخير وحسن الجزاء . بآيات ربهم : أي بالقرآن وما فيه من دلائل التوحيد والأحكام الشرعية . ولقائه : أي كفروا بالبعث والجزاء . وزناً : أي لا نجعل لهم قدراً ولا قيمة بل نزدريهم ونذلهم . ذلك : أي أولئك جزاؤهم جهنم وأطلق لفظ ذلك بدل أولئك ، لأنهم بكفرهم وحبوط أعمالهم أصبحوا غثاء كغثاء السيل لا خير فيه ولا وزن له فحسن أن يشار إليه بذلك . معنى الآيات : ينكر تعالى على المشركين شركهم ويوبخهم مقرعاً لهم على ظنهم أن اتخاذهم عِبَادهُ من دونه أولياء يعبدونهم كالملائكة حيث عبدهم بعض العرب والمسيح حيث عبده النصارى ، والعزير حيث عبده بعض اليهود ، لا يغضبه تعالى ولا يعاقبهم عليه . وكيف لا يغضبه ولا يعاقبهم عليه وقد أعد جهنم للكافرين نزلاً أي دار ضيافة لهم فيها طعامهم وفيها شرابهم وفيها فراشهم كما قال تعالى { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 102 ] وهي قوله تعالى { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } . وقوله تعالى في الآية الثانية [ 103 ] يخبر تعالى بأسلوب الاستفهام للتشويق للخبر فيقول { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم } أيها المؤمنون { بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } إنهم { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } أي عملاً ، ويعرفهم فيقول { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } فلم يؤمنوا بها ، وبلقاء ربهم فلم يعملوا العمل الذي يرضيه عنهم ويسعدهم به وهو الإِيمان الصحيح والعمل الصالح الذي شرعه الله لعباده المؤمنين به يتقربون به إليه . فلذلك حبطت أعمالهم لأنها شرك وكفر وشر وفساد ، { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } إذ لا قيمة لهم ولا لأعمالهم الشركية الفاسدة الباطلة فإن أحدهم لا يزن جناح بعوضة لخفته . وأخيراً أعلن تعالى عن حكمه فيهم وعليهم فقال { ذَلِكَ } أي المذكور من غثاء الخلق { جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ } وعلل للحكم فقال : { بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } أي بسبب كفرهم واستهزائهم بآيات ربهم وبرسله فكان الحكم عادلاً ، والجزاء موافقاً والحمد الله رب العالمين . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير شرك من يتخذ الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء آلهة يعبدوهم تحت شعار التقرب إلى الله تعالى والاستشفاع بهم والتوسل إلى الله تعالى بحبهم والتقرب إليهم . 2 - تقرير هلاك أصحاب الأهواء الذين يعبدون الله تعالى بغير ما شرع ويتوسلون إليه بغير ما جعله وسيلة لرضاه وجنته . كالخوارج والرهبان من النصارى والمبتدعة الروافض والإِسماعيلية ، والنصيرية والدروز ومن إليهم من غلاة المبتدعة في العقائد والعبادات والأحكام الشرعية . 3 - لا قيمة ولا ثقل ولا وزن لعمل لا يوافق رضا الله تعالى وقبوله له ، كما وزن عند الله تعالى لصاحبه ، وإن مات خوفا من الله أو شوقاً إليه .