Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 94-101)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : يأجوج ومأجوج : قبيلتان من أولاد يافث بن نوح عليه السلام والله أعلم . نجعل لك خرجاً : أي جعلاً مقابل العمل . سداً : السد بالفتح والضم الحاجز المانع بين شيئين . ردْماً : حاجزاً حصيناً وهو السد . زبر الحديد : جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها . بين الصدفين : أي صدف الجبلين أي جانبهما . قطرا : القطر النحاس المذاب . فما اسطاعوا أن يظهروه : أي عجزوا عن الظهور فوقه لعلوه وملاسته . نقبا : أي فتح ثغرة تحت تحته ليخرجوا معها . جعله دكا : أي تراباً مساوياً للأرض . وتركنا بعضهم : أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر . أعينهم في غطاء عن ذكري : أي عن القرآن لا يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضا له أو أعين قلوبهم وهي البصائر فهي في أكنة لا تبصر الحق ولا تعرفه . لا يستطيعون سمعاً : لبغضهم للحق والداعي إليه . معنى الآيات : ما زال السياق في حديث ذي القرنين إذْ شكا إليه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الأرض ، بما أخبر تعالى به عنهم إذ قال : { قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } أي بالقتل والأكل والتدمير والتخريب ، { فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً } أي أجراً { عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } أي حاجزاً قوياً لا يصلون معه إلينا . فأجابهم ذو القرنين بما أخبر الله تعالى به في قوله : { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي } من المال القوة والسلطان { خَيْرٌ } أي من جعلكم وخرجكم { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } أي أي سداً قوياً وحاجزاً مانعاً { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } أي قطع الحديد كل قطعة كالَّلبِنَة المضروبة ، فجاءوا به إليه فأخذ يضع الحجارة وزبر الحديد ويبْني حتى ارتفع البناء فساوى بين الصدفين جانبي الجبلين ، وقال لهم { ٱنفُخُواْ } أي النار على الحديد { حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً } قال آتوني بالنحاس المذاب أفرغ عليه قطرا فأتوه به فأفرغ عليه من القطر ما جعله كأنه صفيحة واحدة من نحاس { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ } أي يأجوج ومأجوج { أَن يَظْهَرُوهُ } أي يعلوا فوقه ، { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } أي خرقا فلما نظر إليه وهو جبل شامخ وحصن حصين قال هذا من رحمة ربي أي من أثر رحمة ربي عليَّ وعلى الناس وأردف قائلاً { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } وهو خروج يأجوج ومأجوج عند قرب الساعة { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } أي تراباً مساويا للأرض ، { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } وهذا مما وعد به وأنه كائن لا محالة قال تعالى : { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } أي مختلطين مضطربين إنسهم وجنهم { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } نفخة البعث { فَجَمَعْنَاهُمْ } للحساب والجزاء { جَمْعاً وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } حقيقياً يشاهدونها فيه من قرب ، ثم ذكر ذنب الكافرين وعلة عرضهم على النار فقال : وقوله الحق : { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } أي أعين قلوبهم وهي البصائر فلذا هم لا ينظرون في آيات الله الكونية فيستدلون بها على وجود الله ووجوب عبادته وتوحيده فيها ، ولا في آيات الله القرآنية فيهتدون بها إلى أنه لا إله إلا الله ويعبدونه بما تضمنته الآيات القرآنية ، { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } للحق ولما يدعوا إليه رسل الله من الهدى والمعروف . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - مشروعية الجعالة للقيام بالمهام من الأعمال . 2 - فضيلة التبرع بالجهد الذاتي والعقلي . 3 - مشروعية التعاون على ما هو خير ، أو دفع للشر . 4 - تقرير وجود أمة يأجوج ومأجوج وأن خروجهم من أشراط الساعة . 5 - تقرير البعث والجزاء .