Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 283-284)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : السفر : الخروج من الدار والبلد ظاهراً بعيداً بمسافة أربعة برد فأكثر . ولم تجدوا كاتبا : من يكتب لكم ، أو لم تجدوا أدوات الكتابة من دواة وقلم . فرهان مقبوضة : فاعتاضوا عن الكتابة الرهن فليضع المدين رهناً لدى الدائن . فإن أمن بعضكم بعضا : فلا حاجة الى الرهن . فليؤد المؤتمن أمانته : أي فليعط الدين الذي أوتمن عليه حيث تعذَّرت الكتابة ولم يأخذ دائنه منه رهناً على دينه . آثم قلبه : لأن الكتمان من عمل القلب فنسب الإِثم إلى القلب . وإن تبدوا : تظهروا . معنى الآيتين : لما أمر تعالى بالإشهاد والكتابة في البيوع والسَّلَم والقروض في الآيات السَّابقة أمر هنا - عند تعذّر الكتابة لعدم وجود كاتب أو أدوات الكتابة وذلك في السفر - أمر بالاستعاضة عن الكتابة بالرهن وذلك بأن يضع المدين رهناً لدى دائنه عوضا عن الكتابة يستوثق به دينه هذا في حال عدم ائتمانه ، والخوف منه ، وأمّا إن أمن بعضهم بعضا فلا بأس بعدم الارتهان فقال تعالى : { وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَٰنٌ مَّقْبُوضَةٌ … } والرهان جمع رهن . وقال { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً } ( فلم تأخذوا رهاناً ) { فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ } في ذلك . ثم نهى تعالى نهياً جازماً الشهودّ عن كِتْمان شهادتهم فقال : { وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ … } وبينّ تعالى عِظَم هذا الذنب فقال : { وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ … } وأَعلم أنه عليم بما يعملونه فيجازيهم بعلمه ، وهو تهديد ووعيد منه سبحانه وتعالى لكاتمي الشهادة والقائلين بالزور فيها . هذا معنى الآية الأولى [ 283 ] أما الآية الثانية [ 284 ] فإنه تعالى قد أخبر بأن له جميع ما في السماوات وجميع ما في الأرض خلَقْا ومِلْكا وتصرفاً ، وبناءً على ذلك فإن من يبدي ما في نفسه من خير أو شر أو يخفه يحاسب به ، ثم هو تعالى بعد الحساب يغفر لمن يشاء من أهل الإِيمان والتقوى ، ويعذب من يشاء من أهل الشرك والمعاصي ، له كامل التصرف ، لأنّ الجميع خلقه وملكه وعبيده . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - جواز أخذ الرهن في السفر والحضر توثيقا من الدائن لدينه . 2 - جواز ترك أخذ الرهن إن حصل الأمن من سداد الدين وعدم الخوف منه . 3 - حرمة كتمان الشهادة والقول بالزور فيها وأن ذلك من أكبر الكبائر كما في الصحيح . 4 - محاسبة العبد بما يخفي في نفسه من الشك والشرك والنفاق وغير ذلك من بغض أولياء الله وحب لأعدائه ، ومؤاخذته بذلك ، والعفو عن الهمّ بالخطيئة والذنب دون الشك والشرك والحب والبغض من المؤمن الصادق الإِيمان للحديث الصحيح الذي أخرجه الستة : " إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل " .