Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 34-38)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : الخلد : أي البقاء في الدنيا . ذائقة الموت : أي مرارة مفارقة الجسد . ونبلوكم : أي نختبركم . بالشر والخير : فالشر كالفقر والمرض ، والخير كالغنى والصحة . فتنة : أي لأجل الفتنة لننظر أتصبرون وتشكرون أم تجزعون وتكفرون . إن يتخذونك إلا هزواً : أي ما يتخذونك إلا هزواً أي مهزوءاً بك . يذكر آلهتكم : أي يعيبها . بذكر الرحمن هم كافرون : حيث أنكروا اسم الرحمن لله تعالى وقالوا : ما الرحمن ؟ خلق الإنسان من عجل : حيث خلق الله آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل ، فورث بنوه طبع العجلة عنه . سأوريكم آياتي : أي سأريكم ما حملته آياتي من وعيد لكم بالعذاب في الدنيا والآخرة . معنى الآيات : كأنَّ المشركين قالوا شامتين إن محمداً سيموت ، وقالوا نتربص به ريب المنون فأخبر تعالى أنه لم يجعل لبشر من قبل نبيّه ولا من بعده الخلد حتى يخلد هو صلى الله عليه وسلم فكل نفس ذائقة الموت ، ولكن إن مات رسوله فهل المشركون يخلدون والجواب لا ، إذاً فلا وجه للشماتة بالموت لو كانوا يعقلون . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 34 ] { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } وقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } أي كل نفس منفوسة ذائقة مرارة الموت بمفارقة الروح للبدن ، والحكمة في ذلك أن يتلقى العبد بعد الموت جزاء عمله خيراً كان أو شراً ، دل عليه قوله بعد : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ } من غِنى وفقر ومرض وصحة وشدة ورخاء { فِتْنَةً } أي لأجل فتنتكم أي اختباركم ليرى الصابر الشاكر والجزع الكافر . وقوله تعالى : { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } أي بعد الموت للحساب والجزاء على كسبكم خيره وشره . وقوله تعالى : { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } يخبر تعالى رسوله بأن المشركين إذا رأوه ما يتخذونه إلا هزواً وذلك لجهلهم بمقامه وعدم معرفتهم فضله عليهم وهو حامل الهدى لهم ، وبين وجه استهزائهم به صلى الله عليه وسلم بقوله : { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ } أي بعيبها وانتقاصها ، قال تعالى : { وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } أي عجباً لهم يتألمون لذكر ألهتم بسوء وهي محط السوء فعلاً ، ولا يتألمون لكفرهم بالرحمن ربهم إلا رحمن اليمامة . وقوله تعالى : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } قال تعالى هذا لما استعجل المشركون العذاب وقالوا للرسول والمؤمنين : { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فأخبر تعالى أن الاستعجال من طبع الإِنسان الذي خلق عليه ، وأخبرهم أنه سيريهم آياته فيهم بإِنزال العذاب بهم وأراهم ذلك في بدر الكبرى وذلك في قوله { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } أي فلا داعي إلى الاستعجال وقوله تعالى { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أخبر تعالى عن قيلهم للرسول والمؤمنين وهم يستعجلون العذاب : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ وهذا عائد إلى ما فطر عليه الإِنسان من العجلة من جهة ، وإلى جهلهم وكفرهم من جهة أخرى وإلا فالعاقل لا يطالب بالعذاب بل يطالب بالرحمة والخير ، لا بالعذاب والشر . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - إبطال ما شاع من أن الخضر حيَّ مخلد لا يموت لنفيه تعالى ذلك عن كل البشر . 2 - بيان العلة من وجود خير وشر في هذه الدنيا وهي الاختبار . 3 - بيان ما كان عليه المشركون من الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم . 4 - تقرير حقيقة أن الإِنسان مطبوع على العجلة فلذا من غير طبعه بالتربية فأصبح ذا أناة وتؤدة كان من أكمل الناس وأشرفهم .