Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 39-43)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : لا يكفون : أي لا يمنعون ولا يدفعون النار عن وجوههم . بل تأتيهم بغتة : أي تأتيهم القيامة بغتة أي فجأة . فتبهتهم : أي تُحيرهم . ولا هم ينظرون : أي يمهلون ليتوبوا . وحاق بهم : أي نزل بهم العذاب الذي كانوا به يستهزءون . من يكلؤكم : أي من يحفظكم ويحرسكم . من الرحمن : أي من عذابه إن أراد إنزاله بكم . بل هم عن ذكر ربهم معرضون : أي هم عن القرآن معرضون فلا يستمعون إليه ولا يفكرون فيه . ولا هم منا يصحبون : أي لا يجدون من يجيرهم من عذابنا . معنى الآيات : يقول تعالى { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } المستعجلون بالعذاب المطالبون به حين أي الوقت الذي يُلقون فيه في جهنم والنار تأكل وجوههم وظهورهم ، ولا يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم منها ولا هم ينصرون بمن يدفع العذاب عنهم لو علموا هذا وأيقنوا به لما طالبوا بالعذاب ولا استعجلوا يومه وهو يوم القيامة ، هذا ما دل عليه قوله تعالى : { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } وقوله تعالى : { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي أن القيامة لا تأتيهم على علم منهم بوقتها وساعتها فيمكنهم بذلك التوبة ، وإنما تأتيهم { بَغْتَةً } أي فجأة { فَتَبْهَتُهُمْ } أي فتحيرهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي يمهلون ليتوبوا من الشرك والمعاصي فينجوا من عذاب النار ، وقوله تعالى : { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } وهو العذاب هذا القول للرسول صلى الله عليه وسلم تعزية له وتسلية ليصبر على ما يلاقيه من استهزاء قريش به واستعجالهم العذاب ، إذ حصل مثله للرسل قبله فصبروا حتى نزل العذاب بالمستهزئين بالرسل عليهم السلام . وقوله تعالى : { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } يأمر تعالى رسوله أن يقول للمطالبين بالعذاب المستعجلين له : { مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي من يجيركم من الرحمن إن أراد أن يعذبكم ، أنه لا أحد يقدر على ذلك إذاً فلم لا تتوبون إليه بالإيمان والتوحيد والطاعة له ولرسوله ، وقوله : { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } إن علة عدم استجابتهم للحق هي إعراضهم عن القرآن الكريم وتدبر آياته وتفهم معانيه وقوله : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا } ينكر تعالى أن يكون للمشركين آلهة تمنعهم من عذاب الله متى نزل بهم ويقرر أن آلهتهم لا تستطيع نصرهم { وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } أي وليس هناك من يجيرهم من عذاب الله من آلهتهم ولا من غيرها فلا يقدر أحد على إجارتهم من عذاب الله متى حل بهم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير أن الساعة لا تأتي إلا بغتة . 2 - تقرير عقيدة البعث والجزاء . 3 - تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بما كان عليه الرسل من قبله وما لاقوه من أُممهم . 4 - بيان عجز آلهة المشركين عن نصرتهم بدفع العذاب عنهم متى حل بهم . 5 - بيان أن علة إصرار المشركين على الشرك والكفر هو عدم إقبالهم على تدبر القرآن الكريم وتفكرهم في آياته وما تحمله من هدى ونور .