Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-24)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات خصمان : خصم مؤمن وخصم كافر كل واحد يريد أن يخصم صاحبه . اختصموا في ربهم : أي في دينه . قطعت لهم ثياب : أي فصلت لهم ثياب على قدر أجسامهم . يصهر به ما في بطونهم : أي يذاب بالحميم وهو الماء الحار من شحوم وغيرها . مقامع من حديد : جمع مقمعة وهي آلة من حديد كالمجن . وذوقوا عذاب الحريق : أي يقال لهم توبيخاً وتقريعاً : ذوقوا عذاب النار . ولؤلؤا : أي أساروا من لؤلؤ محلاة بالذهب . إلى الطيب من القول : هو شهادة أن لا إله إلا الله . إلى صراط الحميد : أي إلى الإِسلام إذ هو طريق الله الموصل إلى رضاه وجنته . معنى الآيات : قوله تعالى : { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ } الخصم الأول المسلمون والثاني أهل الشرك والكفر { ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ } أي في دينه تعالى كل خصم يدعي أنه على الدين الحق ، وماتوا على ذلك وفصل الله تعالى بينهم يوم القيامة { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهم أهل الدين الباطل ادخلوا النار وفصلت لهم ثياب من نار { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } أي الماء الحار المنتهي في الحرارة ، { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } من لحم وشحم ، { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } يضربون بها و { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } أي من النار بسبب ما ينالهم من غم عظيم { أُعِيدُواْ فِيهَا } أي تجبرهم الزبانية على العودة إليها ولم تمكنهم من الخروج منها ، ويقولون لهم : { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } أي لا تخرجوا منها وذوقوا عذاب الحريق . فهذا جزاء الخصم الكافر ، وأما الخصم المؤمن فهذا جزاؤه وهو في قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً } أي أساور من لؤلؤ محلاة بالذهب { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا } أي في الجنة { حَرِيرٌ } وقوله تعالى : { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } في الدنيا وهو لا إله إلا الله وسائر الأذكار والتسابيح وكل كلام طيب ، { وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } وهذا الطريق الموصل إلى رضا ربهم وهو الإِسلام ، وكل ذلك بتوفيق ربهم الذي آمنوا له وبرسوله وأطاعوه بفعل محابه وترك مساخطه . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - إثبات حقيقة هي أن المؤمن خصم الكافر والكافر خصم المؤمن في كل زمان ومكان حيث إنّ الآية نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث هذا الخصم المؤمن ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وهذا الخصم الكافر وذلك أنهم تقاتلوا يوم بدر بالمبارزة ونصر الله الخصم المؤمن على الكافر . 2 - بيان جزاء كل من الكافرين والمؤمنين في الدار الآخرة . 3 - تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحوال الآخرة وما للناس فيها . 4 - بيان الطيب من القول وهو كلمة التوحيد وذكر الله تعالى . 5 - بيان صراط الحميد وهو الإِسلام جعلنا الله من أهله .