Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 61-68)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : فلما تراءى الجمعان : أي رأى بعضهما بعضاً لتقاربهما والجمعان جمع بني إسرائيل وجمع فرعون . إنا لمدركون : أي قال أصحاب موسى من بني إسرائيل إنا لمدركون أي سيلحقنا فرعون وجنده . قال كلا : أي قال موسى عليه السلام كلا أي لن يدركونا ولن يلحقوا بنا . فانفلق : أي انشق . فكان كل فرق كالطود : أي شقٍّ أي الجزء المنفرق والطود : الجبل . وأزلفنا ثم الآخرين : أي قربنا هنا لك الآخرين أي فرعون وجنده . إن في ذلك لآية : أي عظة وعبرة توجب الإِيمان برب العالمين برب موسى وهارون . معنى الآيات : هذا آخر قصة موسى عليه السلام مع فرعون قال تعالى في بيان نهاية الظالمين وفوز المؤمنين { فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } جمع موسى وجمع فرعون وتقاربا بحيث رأى بعضهما بعضا { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ } أي بنو إسرائيل { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } أي خافوا لما رأوا جيوش فرعون تتقدم نحوهم صاحوا { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } فطمأنهم موسى بقوله { كَلاَّ } أي لن تدركوا ، وعلل ذلك بقوله { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } إلى طريق نجاتي قال تعالى { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب } أي اضرب بعصاك البحر فضرب امتثالاً لأمر ربه فانفلق البحر فرقتين كل فرقة منه كالجبل العظيم { وَأَزْلَفْنَا } أي قربنا { ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } أي أدنينا هناك الآخرين وهم فرعون وجيوشه { وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } أي من بني إسرائيل { أَجْمَعِينَ } { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } المعادين لبني إسرائيل وهم فرعون وجنده . وقوله تعالى { إِنَّ فِي ذَلِكَ } المذكور من إهلاك فرعون وإنجاء موسى وبني إسرائيل { لآيَةً } أي علامة واضحة بارز لربوبية الله وألوهيته وقدرته وعلمه ورحمته وهي عبرة وعظة أيضاً للمعتبرين ، وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين مع موجب الإِيمان ومقتضيه لأنه سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون . وقوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } أي وإن ربك يا محمد لهو الغالب على أمره الذي لا يمانع في شيء يريده ولا يحال بين مراده الرحيم بعباده فاصبر على دعوته وتوكل عليه فإنه ناصرك ومذل أعدائك . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - ظهور آثار الاستعباد في بني إسرائيل متجلية في خوفهم مع مشاهدة الآيات . 2 - ثبوت صفة المعية الإِلهية في قول موسى { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي } إذ قال له عند إرساله { إِنَّنِي مَعَكُمَآ } [ طه : 46 ] . 3 - ثبوت الوحي الإِلهي . 4 - آية انفلاق البحر من أعظم الآيات . 5 - تقير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بقصة مثل هذا القصص الذي لا يتأتى إلا بوحي خاص .