Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 72-74)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وجه النهار وآخره : أوله وهو الصباح وآخره وهو المساء . ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم : أي لا تصدقوا إلا من كان على ملتكم . الهدى هدى الله : البيان الحق والتوفيق الكامل بيان الله وهداه لا ما يخلط اليهود ويلبسون تضليلاً للناس . أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم : أن يعطى أحد نبوة ودينا وفضلا . أو يحاجوكم عند ربكم : يخاصموكم يوم القيامة عند ربكم . قل إن الفضل بيد الله : قل إن التوفيق للإِيمان والهداية للإِسلام بيد الله لا بيد غيره . والله واسع عليم : ذو سعة بفضله ، عليم بمن يستحق فضله فيمُن عليه . معنى الآيات : يخبر تعالى عن كيد اليهود ومكرهم بالمسلمين فيقول : { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } وذلك أن كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف عليهما لعائن الله قالا لبعض إخوانهم صلوا مع المسلمين صلاة الصبح إلى الكعبة ، وصلوا العصر الى الصخرة بيت المقدس فإن قيل لكم لم عدلتم عن الكعبة بعد ما صليتم إليها ؟ قولوا لهم قد تبينّ لنا أن الحق هو استقبال الصخرة لا الكعبة . هذا معنى قوله تعالى فيهم { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني في شأن القبلة ، { وَجْهَ ٱلنَّهَارِ } أي صباحاً ، { وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } أي واجحدوا به مساءً ، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي إلى استقبال الصخرة بدلاً عن الكعبة ، والغرض هو بلبلة أفكار المسلمين وإدخال الشك عليهم وقوله تعالى عنهم { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } يريد أنهم قالوا لبعضهم بعضاً لا تصدقوا أحداً إلا من تبع دينكم من أهل ملتكم وهذا صرف من رؤسائهم لليهود عن الإِسلام وقبوله ، أي لا تصدقوا المسلمين فيما يقولون لكم ، وهنا رد تعالى عليهم بقوله قل يا رسولنا إن الهدى هدى الله ، لا ما يحتكره اليهود من الضلال ويزعمون أنه الحق والهدى وهو البدعة اليهودية وقوله تعالى : { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ } . هو قول اليهود معطوف على قولهم : { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } أما قوله تعالى { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ … } فهو كلام معترض بين كلام اليهود الذي قُدِّم تعجيلاً للردِّ عليهم ، ومعنى قولهم : { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ } الخ . أي كراهة أن يعترف من قبلكم بأن محمداً نبيّ حق وأن دينه حق فيتابعه اليهود والمشركون عليه فيسلمون ، أو على الأقل يثبت المسلمون عليه ، ونحن نريد زلزلتهم وتشكيكهم حتى يعودوا إلى دين آبائهم ، أو يحاجوكم عند ربكم يوم القيامة وتكون لهم الحجة عليكم إن أنتم اعترفتم لهم اليوم بأن نبيهم حق ودينهم حق ، فلذا واصلوا الإِصرار أنه لا دين حق إلا اليهودية وأن ما عداها باطل . وهنا أمر تعالى رسوله أن يقول لهم مبكِّتاً لهم : { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } ، لا بيد اليهود { يُؤْتِيهِ } أي الفضل الذي هو النبوة والهدى والتوفيق وما يتبع ذلك من خير الدنيا والأخرة ، { مَن يَشَآءُ } من عباده ويحرمه من يشاء ، وهو الواسع الفضل العليم بمن يستأهله ويحق له { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تسجيل المكر والخداع على اليهود وأنه صفة من صفاتهم اللازمة لهم إلى يوم القيامة . 2 - الكشف عن التعصب اليهودي وأساليب التمويه والتضليل ، والإِعلام العالمي اليوم مظهر من مظاهر التضليل اليهودي . 3 - سذاجة اليهود المتناهية في فهم مسائل الدين والاعتقاد توارثوها إلى اليوم ، وإلا فأي مؤمن بالله واليوم الآخر يقول : لا تعترفوا للمسلمين بأنهم على حق حتى لا يحتجوا عليكم باعترافكم يوم القيامة ؟ . إن الله تعالى يعلم أن اليهود يجحدون الإسلام وهو الحق ويكفرون به وهو الحق من ربهم وسيعذبهم في نار جهنم يخلدون فيها ، فكونهم لا يصرحون للمسلمين بأنهم على حق وهم يعلمون أنهم على الحق في دنيهم ينجيهم هذا من عذاب الله على كفرهم بالإِسلام ؟ اللهم لا . فما معنى قولهم لا تعترفوا بالإِسلام حتى لا يحتج عليكم المسلمون باعترافكم يوم القيامة ؟ ؟ إنه الجهل والسذاجة في الفهم . وسبحان الله ماذا في الخلق من عجائب ! !