Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-77)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إن تأمنه : ائتمنه على كذا وضعه عنده أمانة وأمنه عليه فلم يخفه . قنطار : وزن معروف والمراد هنا أنه من ذهب بدليل الدينار . إلا ما دمت عليه قائماً : أي ملازماً له تطالبه به ليل نهار . الأمّيين : العرب المشركين . سبيل : أي لا يؤاخذنا الله إن نحن أكلنا أموالهم لأنهم مشركون . بلى : أي ليس الأمر كما يقول يهود من أنه ليس عليهم حرج ولا إثم في أكل أموال العرب المشركين بل عليهم الإِثم والمؤاخذة . لا خلاق لهم : أي لاحظ ولا نصيب لهم في خيرات الآخرة ونعيم الجنان . لا يزكيهم : لا يطهرهم من ذنوبهم ولا يكفرها عنهم . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في هتك أستار أهل الكتاب وبيان نفسيّاتهم المريضة وصفاتهم الذميمة ففي هذه الآية [ 75 ] يخبر تعالى أن في اليهود من إن أمنته على أكبر مال أداه إليك وافياً كاملاً ، ومنهم من إذا أمنته على دينار فأقل خانك فيه وأنكره عليك فلا يؤديه إليك إلا بمقاضاتك له وملازمتك إياه … فقال تعالى في خطاب رسوله : { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } ويعلل الرب تعالى سلوكهم هذا بأنهم يقولون { لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ } أي لا حرج علينا ولا إثم في أكل أموال العرب لأنهم مشركون فلا نؤاخذ بأكل أموالهم وكذّبهم الله تعالى في هذه الدعوة الباطلة فقال تعالى : { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي أنه كذب على الله ولكن يكذبون ليسوِّغوا كذبهم وخيانتهم . وفي الآية الثانية [ 76 ] يقول تعتالى : { بَلَىٰ } أي ليس الأمر كما يدعون بل عليهم الإِثم والحرج والمؤاخذة ، وإنما لا إثم ولا حرج ولا مؤاخذة على من أوفى بعهد الله تعالى فآمن برسوله وبما جاء به ، واتقى الشرك والمعاصي فهذا الذي يحبه الله فلا يعذبه لأنه عز وجل يحب المتقين . وأما الآية الأخيرة [ 77 ] فيتوعد الرب تعالى بأشد أنواع العقوبات أولئك الذين يعاهدون ويخونون ويحلفون ويكذبون من أجل حطام الدنيا ومتاعها القليل فيقول { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي لا حظ ولا نصيب لهم في نعيم الدار الآخرة ولا يكلمهم تشريفاً لهم وإكراماً ، ولا يزكيهم بالثناء عليهم ولا بتطهيرهم من ذنوبهم ، ولهم عذاب مؤلم في دار الشقاء وهو عذاب دائم مقيم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - يجب أن لا يُغْتَّر باليهود ولا يوثق فيهم لما عرفوا به من الخيانة . 2 - من كذب على الله أحرى به أن يكذب على الناس . 3 - بيان اعتقاد اليهود في أن البشرية غير اليهود نجس وأن أموالهم وأعراضهم مباحة لليهود حلال لهم ؛ لأنهم المؤمنون في نظرهم وغيرهم الكفار . 4 - عظم ذنب من يخون عهده من أجل المال ، وكذا من يحلف كاذباً لأجل المال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف على يمين يستحق بها مالاً وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان " .