Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 86-89)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : كيف يهدي الله قوما : الإستفهام هنا للإستبعاد ، والهداية الخروج من الضلال . البينات : الحجج من معجزات الرسل وآيات القرآن المبيّنة للحق في المعتقد والعمل . الظالمين : المتجاوزين الحد في الظلم المسرفين فيه حتى أصبح الظلم وصفاً لازماً لهم . لعنة الله : طرد الله لهم من كل خير ، ولعنة الملائكة والناس دعاؤهم عليهم بذلك . ولا هم ينظرون : ولا هم يمهلون من أَنْظَره إذا أمهله ولم يعجِّل بعذابه . أصلحوا : أصلحوا ما أفسدوه من أنفسهم ومن غيرهم . معنى الآيات : ما زال السياق في أهل الكتاب وإن تناولت غيرهم ممن ارتد عن الإِسلام من بعض الأنصار ثم عاد إلى الإِسلام فأسلم وحسن إسلامه ففي كل هؤلاء يقول تعالى : { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } فقد كفر اليهود بعيسى عليه السلام ، وشهدوا أن الرسول محمداً حق وجاءتهم الحجج والبراهين على صدق نبوته وصحة ما جاء به من الدين الحق ، والله حسب سنته في خلقه لا يهدي من أسرف في الظلم وتجاوز الحد فيه فأصبح الظلم طبعاً من طباعه فلهذا كانت هداية من هذه حاله مستبعدة للغاية ، وإن لم تكن مستحيلة ثم أخبر تعالى عنهم متوعداً لهم فقال : { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } { خَالِدِينَ فِيهَا } أي في تلك اللعنة الموجبة لهم عذاب النار { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي ولا يمهلون ليعتذروا ، أولا يخفف عنهم العذاب . ثم لما لم تكن توبتهم مستحيلة ولأن الله تعالى يحب توبة عباده ويقبلها منهم قال تعالى فاتحاً باب رحمته لعباده مهما كانت ذنوبهم { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } الكفر والظلم ، { وَأَصْلَحُواْ } نفوسهم بالإِيمان وصالح الأعمال { فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فكان هذا كالوعد منه سبحانه وتعالى بأن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم بدخول الجنة . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - التوغل في الشر والفساد أو الظلم والكفر قد يمنع العبد من التوبة . ولذا وجب على العبد إذا أذنب ذنباً أن يتوب منه فوراً ، ولا يواصله مصراً عليه خشية أن يحال بينه وبين التوبة . 2 - التوبة مقبولة متى قامت على أسسها واستوفت شروطها ومن ذلك الإِقلاع عن الذنب فوراً ، والندم على ارتكابه ، والاستغفار والعزم على العودة إلى الذنب الذي تاب منه ، وإصلاح ما أفسده مما يمكن إصلاحه .