Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 12-14)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : إذ المجرمون : أي المشركون المكذبون بلقاء ربهم . ناكسوا رؤوسهم : أي مطأطئوها من الحياء والذل والخزي . ربنا أبصرنا : أي ما كنا ننكر من البعث . وسمعنا : أي تصديق ما كانت رسلك تأمرنا به في الدنيا . فارجعنا : أي إلى دار الدنيا . لآتينا كل نفس هداها : أي لو أردنا هداية الناس قسراً بدون اختيار منهم لفعلنا . ولكن حق القول مني : أي وجب وهو لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين . إنا نسيناكم : أي تركناكم في العذاب . عذاب الخلد : أي العذاب الخالد الدائم . بما كنتم تعملون : من سيئات الكفر والتكذيب والشر والشرك . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحداثها وما يجري للمكذبين بها في الدار الآخرة قال تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ } يا رسولنا { إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ } وهم الذين أجرموا على أنفسهم فدنسوها بالشرك والمعاصي الحامل عليها التكذيب بلقاء الله ، { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ } أي مطئطئوها خافضوها عند ربهم من الحياء والخزي الذي أصابهم عند البعث . لرأيت أمرا فظيعاً لا نظير له . وقوله تعالى { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } هذا قول المجرمين وهم عند ربهم أي يا ربنا لقد أبصرنا ما كنا نكذب به من البعث والجزاء وسمعنا منك أي تصديق ما كانت رسلك تأمرنا به في الدنيا . { فَٱرْجِعْنَا } أي إلى دار الدنيا { نَعْمَلْ صَالِحاً } أي عملا صالحا { إِنَّا مُوقِنُونَ } أي الآن ولم يبق في نفوسنا شك بأنك الإِله الحق ، وبأن لقاءك حق ، وقوله تعالى : { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } وذلك لما طالب المجرمون بالعودة إلى الدنيا ليعملوا صالحاً فأخبر تعالى أنه ما هناك حاجة إلى ردهم إلى الدنيا ليؤمنوا ويعملوا الصالحات ، إذ لو شاء هدايتهم لهداهم قسراً منهم بدون اختيارهم ، ولكن سبق أن قضى بدخولهم جهنم فلا بد هم داخلوها وهو معنى قوله : { وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي } أي وجب العذاب لهم وهو معنى قوله { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ } أي الجن { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } أي من كفار ومجرمي الجن والإِنس معاً . وقوله { فَذُوقُواْ } أي العذاب والخزي { بِمَا نَسِيتُمْ } أي بسبب نسيانكم { لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ } فلم تؤمنوا ولم تعملوا صالحاً إنا نسيناكم أي تركناكم في العذاب . { وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الشرك والمعاصي هذا يقال لهم وهم في جهنم تبكيتاً لهم وتقريعاً زيادة في عذابهم ، والعياذ بالله من عذاب النار . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) التنديد بالإِجرام والمجرمين وبيان حالهم يوم القيامة . 2 ) بيان عدم نفع الإِيمان عند معاينة العذاب . 3 ) بيان حكم الله في امتلاء جهنم من كلٍ من مجرمي الإِنس والجن . 4 ) تقرير حكم السببيّة فالأعمال سبب للجزاء خيراً كان أو شراً .