Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-9)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض : أي أمر المخلوقات طوال الحياة . ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره : أي يوم القيامة حيث تنتهي هذه الحياة وسائر شؤونها . ألف سنة مما تعدون : أي من أيام الدنيا . عالم الغيب والشهادة : أي ما غاب عن الناس ولم يروه وما شاهدوه ورأوه . بدأ خلق الإِنسان من طين : أي بدأ خلق آدم عليه السلام من طين . من سلالة من ماء مهين : أي خلق ذريّة آدم من علقة من ماء النطفة . ثم سواه ونفخ فيه من روحه : أي سوى الجنين في بطن أمه ونفخ فيه الروح فكان حياًّ كما سوى آدم أيضا ونفخ فيه من روحه فكان حياً . والأفئدة : أي القلوب . قليلا ما تشكرون : أي ما تشكرون الله على نعمة الايجاد والامداد إلا شكراً قليلا لا يوازي قدر النعمة . معنى الآيات ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبّوة والبعث والجزاء يذكر مظاهر القدرة والعلم والرحمة والحكمة الإِلهية ، فقوله تعالى { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي أمر المخلوقات { مِنَ ٱلسَّمَآءِ } حيث العرش وكتاب المقادير { إِلَى ٱلأَرْضِ } حيث تتم الحياة والموت والصحة والمرض والعطاء والمنع ، والغنى والفقر والحرب والسلم ، والعز والذل فالله تعالى من فوق عرشه يدبر أمر الخلائق كلها في عوالمها المختلفة ، وقوله ثم يعرج أي الأمر إليه في يوم كان مقدارهُ ألف سنة مما يعد الناس اليوم من أيام هذه الدنيا . ومعنى { يَعْرُجُ إِلَيْهِ } في يوم القيامة أي يرد إليه حيث عم الكون الفناء ولم يبق ما يدبر في هذه الأرض لفنائها وفناء كل ما كان عليها . وقوله { ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } أي ما غاب عن الناس وما حضر فشاهدوه أي العالم بكل شيء وقوله العزيز الرحيم : أي الغالب على مراده من خلقه الرحيم بالمؤمنين من عباده ، وقوله { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } أي أحسن خلق كل مخلوق خلقه أي جوّد خلقه وأتقنه وحسنه . وقوله { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } أي وبدأ خلق آدم من طين وهو الإِنسان الأول ، { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي نسل الإِنسان من { سُلاَلَةٍ } وهي العلقة { مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } وهو النطفة ، وقوله { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أي سوّى آدم ونفخ فيه من روحه ، كما سوى الإِنسان في رحم أمه أي سوى خلقه ثم نفخ فيه من روحه فكان إنساناً حياً ، وقوله : { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي القلوب أي لتسمعوا وتبصروا وتفقهوا لحاجتكم إلى ذلك لأن حياتكم تتطلب منكم مثل ذلك ومَعَ هذه النعم الجليلة { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي لا تشكرون إلاّ شكراً قليلا . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) بيان جلال الله وعظمته في تدبيره أمر الخلائق . 2 ) بيان صفات الله تعالى من العلم والعزة والرحمة . 3 ) بيان كيفية خلق الإِنسان ومادة خلقه . 4 ) شكر العباد - إن شكروا - لا يوازي نعم الله تعالى عليهم . 5 ) وجوب شكر النعم بالاعتراف بها وذكرها وحمد الله تعالى عليها وصرفها في مرضاته .