Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 171-182)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : سبقت كلمتنا : هي قوله تعالى لأغلبن أنا ورسلي . وإن جندنا لهم الغالبون : أي للكافرين بالحجة والنصرة . فتولَّ عنهم حتى حين : أي أعرض عنهم حتى تؤمر فيهم بالقتال . وأبصرهم : أي أنظرهم . فإِذا نزل بساحتهم : أي العذاب . وتولَّ عنهم : أي أعرض عنهم . سبحان ربك : أي تنزيها لربّك يا محمد . عما يصفون : أي تنزيها له عما يصفه به هؤلاء المشركون من الصاحبة والولد والشريك . وسلام على المرسلين : أي أَمَنَةٌ من الله لهم في الدنيا والآخرة . والحمد لله رب العالمين : أي الثناء بالجميل خالص لله رب الثقلين الإِنس والجن على نصر أوليائه وإهلاك أعدائه . معنى الآيات : لما ختم السياق الأول بتهديد الكافرين بقوله تعالى { فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [ الصافات : 170 ] أخبر تعالى رسوله بما يطمئنه على نصر الله تعالى له فقال { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } وهي قوله { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } . أي بالحجة والبرهان ، وبالرمح والسنان . وقوله { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } يأمر رسوله أن يعرض عن المشركين من قومه حتى حين يأمره فيهم بأمر ، أو ينزل بهم بلاء أو بأساً وقوله { وَأَبْصِرْهُمْ } أي أنظرهم فسوف يبصرون لا محالة ما ينزل بهم من عذاب الله في الدنيا وفي الآخرة . وقوله تعالى { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } ، ينكر تعالى عليهم استعجالهم العذاب الدال على سفههم وخفة أحلامهم إذ ما يستعجل العذاب إلا أحمق جاهل وعذاب من استعجلوا إنه عذاب الله ! ! قال تعالى { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } أي بفناء دارهم { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } أي بئس صباحهم من صباح إنه صباح هلاكهم ودمارهم ثم أمر تعالى مرة أخرى رسوله أن يتول عنهم وينتظر ما يحل بهم فقال { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } وفي الآية من التهديد والوعيد لهؤلاء المشركين ما لا يقادر قدره . وأخيرا نزه تعالى نفسه عما يصفه به المشركون من الولد والشريك وسلّم على المرسلين ، وحمد نفسه مشيرا إلى مقتضى الحمد وموجبه وهو كونه رب العالمين فقال { سُبْحَانَ رَبِّكَ } يا محمد { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } ومالكها يعز بها من يشاء ويذل من يشاء { عَمَّا يَصِفُونَ } من الصاحبة والولد والشريك ، { وَسَلاَمٌ } منا { عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } وأنت منهم { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } على نصره أولياءه وإهلاكه أعداءه . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تقرير النبوة المحمدية . 2 - وعد الله تعالى لرسوله بالنصر وقد أنجزه ما وعده والحمد لله . 3 - استحباب ختم الدعاء أو الكلام بقراءة جملة { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } لورود ذلك في السنة .